قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في تعليقه على ما يحدث بمدينة سبتةالمحتلة إن القضية ترتبط بمشكل سياسي بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن ربط القضية باستقبال زعيم البوليساريو من طرف السلطات الإسابنية غير صحيح، والحقيقة هي أن اسبانيا قامت بإدخال هذا الشخص إلى أراضيها بوثائق مزورة دون إخبار المملكة، وأن هذا الشخص متابع بإسبانيا نفسها. بوريطة الذي كان يتحدث في برنامج على قناة "LCI" الفرنسية، قال إن المغرب كان واضحا منذ البداية، فقرار إسبانيا تجاه زعيم البوليساريو قرار لا يحترم مصالح المملكة وغير قانوني ولا يحترم حقوق الضحايا الإسبان، مشيرا إلى أن المبررات الإنسانية لا تعني الاشتغال بعيدا عن الشركاء ولا تعني إدخال شخص بأوراق مزورة إلى الأراضي الأوروبية. وتعليقا منه على آلاف المواطنين الذين دخلوا سبتة خلال الأيام القليلة الماضية، قال بوريطة إن المغرب ليس من واجبه أن يحمي حدود بلد أخر، وليس مفروضا عليه أن يكون دركيا لخدمة أوروبا. وأشار إلى أن المجهودات التي كان يقوم بها المغرب لمحاربة الهجرة السرية كانت في إطار شراكة واضحة بين المغرب وإسبانيا من جهة وبين المغرب وأوروبا من جهة ثانية، وقال إن الحفاظ على الشراكة القائمة يقتضي احترامها من الجانبين وليس من المغرب فقط. وفي هذا السياق، قال المسؤول المغربي ذاته يجب أن تستفسر إسبانيا هل استشارت أوروبا قبل أن تضر بمصالح المملكة المغربية، ولماذا احتضنت مجرما تعرف علاقته بموضوع يهم المغرب والمغاربة جميعا، في إشارة منه إلى الصحراء المغربية. وعلى مستوى تعامل المغرب مع مشكل الهجرة، يضيف بوريطة، فسجله حافل، حيث أجهضت السلطات المغربية حوالي 14000 عملية للهجرة السرية في ثلاث سنوات، وفككت حوالي 800 خلية للاتجار بالبشر، وأجهضت حوالي 80 محاولة اعتداء بسبتة، فضلا عن تبادل المغرب مع الجارة الإسبانية حوالي 9000 معلومة مرتبطة بالهجرة غير الشرعية. وفي جواب بوريطة عن سؤال مقدم البرنامج "Dimanche soir" حول ما إذا ما تم ترحيل زعيم البوليساريو هل سستوقف هجرة الشباب نحو سبتة، قال إن إسبانيا التي تسببت في مشكل بين الدولتين عندما سمحت لمطلوب للعدالة بدخول أراضيها بوثائق مزورة هي المطالبة بإيجاد حلول للخروج من هذه الأزمة، مشيرا إلى أن المغرب ليس لديه أي مشكل مع الاتحاد الأوربي ومشكلته فقط مع إسبانيا.