دعا المغرب، الثلاثاء، إلى إطلاق عملية سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين "وفق محددات واضحة"، لتجاوز "هذه الأوضاع الصعبة والمزمنة" وصون حقوق الشعب الفلسطيني. وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة، في كلمة خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب حول التطورات الأخيرة بالقدس، إن ما تعرفه القدس من أحداث مرده إلى "الجمود الذي طال العملية السلمية منذ سنوات". ودعا بوريطة إلى إعادة إطلاق عملية السلام من جديد، "وفق محددات واضحة، وأسس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية، لصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والعمل على إعادة إطلاق دينامية بناءة للسلام، تضمنُ لكل شعوب المنطقة العيش في أمن واستقرار ووئام". وجدد بوريطة موقف المغرب الرافض "لجميع الانتهاكات والإجراءات الأحادية الجانب، التي تمس بالوضع القانوني للقدس الشريف وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال"، معبرا عن إدانة الرباط لخطابات "الكراهية البغيضة" التي تنهجها بعض التنظيمات الدينية المتطرفة الإسرائيلية. واعتبر المتحدث أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين "لن يؤدي إلا إلى مزيد من عوامل التأزيم والتوتر، وتغليب خطاب الحقد والكراهية، مما يقلص من فرص السلام في المنطقة، ويزج بالقضية الفلسطينيةوالقدس الشريف في متاهات الصراع الديني والعقائدي". وقال المسؤول الحكومي إن الملك محمد السادس وبصفته رئيسا للجنة القدس، سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وأنه لن يدخر جهدا لحماية طابعها الإسلامي وصيانة حرمة المسجد الأقصى والدفاع عن الهوية التاريخية لهذه المدينة كأرض للتعايش بين الأديان السماوية. وعبر المغرب عن دعمه بشكل قوي ودائم كل جهود السلطة الفلسطينية للدفاع عن حقوق المقدسيين وحماية المقدسات والحفاظ على الوضع القانوني والطابع الإسلامي للقدس الشريف كعاصمة لدولة فلسطين. كما عبر بوريطة عن تشبث المملكة المغربية بالسلام كخيار استراتيجي، واقتناعها بفضائل الحوار والتفاوض باعتبارهما السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعيدا عن أعمال العنف والتصرفات الأحادية الجانب.