بدون مقدمات .. هل ترى؟.. هل تشاهد؟..هل تسمع؟.. هل تحس؟.. هل تفكر؟ لعلك سمعت بمقولة ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود. ولعلك أدركت أن ذلك يعني، في المقابل، أن من لا يفكر فهو غير موجود، وأنك اخترت أن تكون من الصنف الثاني، وطبعاً، إذا كنت غير موجود فإنك لن تسمع آهات أطفال فلسطين وهم يرون آباءهم وأمهاتهم يتساقطون برصاص الإرهاب الصهيوني، أو وهم يساقون إلى المعتقلات ومن بينهم من لم يكمل عقده الأول، أو وهم يتضورون جوعاً ولا يجدون حليباً ولا رغيفاً، أو وهم يتألمون من جرح أو من مرض عضال ولا يجدون دواءً، وكل ذلك لأن أحبتك يحاصرونهم ويمنعون وصول كافة ضروريات الحياة إليهم. وإذا كنت غير موجود فسيكون الإيباك هو قبلتك وليس القدس وبيت المقدس وكنيسة القيامة، وبالتالي ستحتفي مع عتاة الإرهاب في العالم باقتحام المسجد الأقصى من طرف الصهاينة وبالهجوم على المصلين وجرح المئات منهم والتمهيد لاحتلاله وتهويده، كما التمهيد لتهويد القدس بأكملها ولتهجير أهلنا، نحن، منها. ألست أنت القائل منذ يومين لرئيسة الإيباك بأنك مستعد للتنسيق مع الصهاينة إلى أقصى الحدود؟. عن أية حدود للتنسيق تتحدث؟ وعلى أي أساس؟ وهل يعني التنسيق بلا حدود بيع القدس للصهاينة والتفريط في فلسطين؟ وأنت الذي لا تملك ذلك؟ هل سمعت بحي الشيخ الجراح وبباب العمود و …؟ أكيد أنك لم تسمع بكل ذلك لأنك غير موجود. عفواً، كنت سأنصحك بأن ترى، بأن تشاهد التلفاز، لكني تذكرت أنك غير موجود، وأن العيون التي ستشاهد التلفاز، سيكون كل ما تراه هو الأبيض المخطط بالأزرق، وسيصبح ما تشاهده هو عدوان الهمج الفلسطينيين على حمائم الكون المسالمين المتحضرين الديمقراطيين الذين يريدون العيش بسلام، لكن تتار فلسطين يريدون احتلال أراضيهم ومساكنهم ويحاصرونهم ويعتدون عليهم ويهجرونهم ويرتكبون أفظع الجرائم في حقهم. يكفي ما سمعته في هذا الشأن من أحبتك في الإيباك. المدعو بوريطة: هل تعرف ماذا تكون القدس بالنسبة للمغاربة؟ هل تعرف أن المغاربة كانوا يعتبرون أن حجهم لا يكتمل إلا بالتعريج على بيت المقدس بما يسمونه بالتقديس والتخليل؟. هل تعرف كم هي أوقاف المغاربة في القدس؟ هل تعرف حي المغاربة وباب المغاربة في أكناف بيت المقدس؟ هل تعرف مدى المسؤولية التي يتحملها المغرب في حماية القدس والمقدسات نظراً لكون ملك المغرب هو رئيس لجنة القدس؟ وهل تعلم أن كل ما تقدم يتناقض كلية مع الإنبطاح للإرهابيين الصهاينة ؟ وأنه لا يليق القول بأنني مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت أنا مع الجرائم الصهيونية المتواصلة ضد فلسطين، أرضاً وشعباً ومقدسات؟. أكيد أنك لا تعلم شيئاً مما تقدم، لأنك اخترت أن تكون غير موجود. وهل تعلم أن الصهاينة ليس لهم صديق، وأن الإدارة الأمريكية ليس لها صديق؟ وأنهما معاً صديقهما الوحيد هو مصلحتهما، وموقفهما يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها، وأن من عول عليهما إنما اختار أن يكون غير موجود؟. وهل تعرف معنى التطبيع؟، و هل تعرف خطورة التطبيع؟، وما يمثله من دعم للجرائم الصهيونية الإرهابية في حق فلسطين ومقدساتنا فيها، ومعنى استئناف العلاقات…، إلى غير ذلك مما أطلقته ومازلت تطلقه من كلام … وهل تعرف أنك تحتقر المغاربة عندما تقول لهم بأنهم غير قادرين على حماية وحدتهم الترابية وأنهم في حاجة إلى الإرهابيين العنصريين الصهاينة للحفاظ على وحدتنا؟ أإلى هذه الدرجة أنت فاقد الثقة في نفسك وفي الشعب المغربي العظيم وتحاول أن تقنعنا أن لا أمل في الخلاص إلا في كبير الإرهابيين نتنياهو الذي تنتظره زنازين السجون عن جرائمه الأخلاقية قبل الحديث عن جرائمه ضد الإنسانية؟. وهل تعرف معنى الإرهاب ومن هم الإرهابيون؟ وهل تعرف معنى أن تكون صديقاً للإرهابيين وأن تعقد معهم الاتفاقيات وتتبادل معهم الزيارات؟ هل تعرف ماذا يكلف الإنسان أن يحب الإرهابيين ويحبونه؟ وما هي عقوبة الترويج للإرهاب والإرهابيين؟. من العبث أن أستمر في السؤال وأنت الذي اخترت ألا تفكر، وإذاً أن تكون غير موجود. أخيراً يحكى أن شخصاً كان يعتقد أنه وزير خارجية الغير لدى بلده، ونسي أنه وزير خارجية بلده لدى الغير …