عبر والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد مهيدية، عن تفهمه للوضعية الصعبة التي تمر منها المنطقة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية على الساكنة، كما عبر عن تفهمه لانتظارات السكان وتطلعاتهم المشروعة في توفير حلول وأنشطة اقتصادية بديلة. وأوضح مهيدية أن التعبئة لتحقيق هذه الحلول انطلقت منذ بداية السنة، وما تزال متواصلة عبر إطلاق البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان. جاء ذلك خلال ترأسه، أمس الثلاثاء، اجتماعين حول الأوضاع الاقتصادية بعمالة المضيق-الفنيدق، بحضور رؤساء الأحزاب السياسية المحلية ونشطاء المجتمع المحلي والفعاليات المحلية، من أجل مناقشة البدائل الاقتصادية المزمع تنفيذها بالمنطقة في ظل استمرار إغلاق معبر باب سبتةالمحتلة. وأشار الوالي إلى أن تلك البرامح تروم إحداث مشاريع وبلورة إجراءات عملية من شأنها إحداث مناصب شغل وتوفير الدعم لمواكبة وتمويل مبادرات المشاريع الذاتية، وكذا تشجيع المستثمرين بتحمل التمويلات الجزئية لاقتناء العقارات وتأطير وتكوين المستخدمين وتحمل مصاريف تنقلاتهم. ولفت إلى تدابير البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يهدف إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب من خلال الدعم المالي والمواكبة للراغبين في خلق فرص للتشغيل الذاتي، وكذا برنامج "انطلاقة" المحدث تنفيذا للتعليمات الملكية السامية والذي يمكن من تمويل المقاولين الذاتيين والشباب حاملي المشاريع والمقاولات الصغيرة جدا والصغيرة. وحث مهيدية جميع المتدخلين، كل من موقعه وحسب صلاحياته، على مضاعفة الجهود في إطار تنسيق محكم وتعبئة جماعية تصبو إلى مواصلة تنفيذ البرامج وإنجاحها، لبلوغ الأهداف المسطرة، وفي مقدمتها خلق المزيد من مناصب الشغل وتحسين الوضعية الاجتماعية للساكنة. الاجتماعان اللذان يأتيان بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الفنيدق، يوم الجمعة الماضي، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية بالمنطقة، بسط خلالها والي الجهة الإجراءات المتخذة أو التي ستتم أجرأتها على المديين القريب والمتوسط لتحقيق إقلاع اقتصادي بتراب عمالة المضيقالفنيدق. كما تطرق اللاجتماعان إلى تقدم إنجاز المشاريع والبرامج الرامية للمساهمة في تحسين ظروف عيش الفئات في وضعية هشاشة، وذلك بحضور رئيسة الجهة، وعامل عمالة المضيقالفنيدق، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، إلى جانب ممثلي المصالح اللاممركزة بالجهة. اقرأ أيضا: محامي معتقلي الفنيدق: المحكمة أخطأت برفضها السراح والحل الوحيد لإعادة الثقة هو الإفراج عنهم وحسب بلاغ لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، فإن الاجتماع الأول خصص للتداول مع رؤساء الجماعات الترابية والفعاليات السياسية المحلية، والذين عبروا عن انشغالهم بالركود الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة إثر إغلاق معبر باب سبتة، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لساكنة المنطقة. وعبر ممثلو الأحزاب السياسية من خلال مداخلاتهم، عن استعدادهم لتعبئة شاملة ولا مشروطة للانخراط في تيسير تنفيذ جميع الإجراءات المتخذة الكفيلة بتوفير فرص شغل للشباب وضمان دخل قار لمختلف شرائح الساكنة، وفق تعبير البلاغ ذاته. وفي الاجتماع الثاني الذي حضرته فعاليات محلية ونشطاء من المجتمع المدني، خاصة ممثلي فئات الشباب والنساء، عبر المتدخلون عن تطلعاتهم وآرائهم، في حوار مفتوح مع السلطات المختصة، بخصوص الظروف القاسية التي يتكبدونها جراء الانتكاسة الاقتصادية التي تعرفها المنطقة، كما نقلوا معاناة الساكنة وألحوا على ضرورة إيجاد حلول استعجالية تضمن الكرامة والدخل المستدام. اقرأ أيضا: في أول جلسة.. ابتدائية تطوان تؤجل محاكمة معتقلي الفنيدق وترفض منحهم السراح وأضاف البلاغ أن الاجتماع كان فرصة لمد جسور الحوار وتقديم اقتراحات عملية تعكس مستوى الوعي بصعوبة المرحلة وضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل النهوض الاقتصادي بالمنطقة. وعاشت الفنيدق، مساء يوم الجمعة المنصرم، احتجاجات عارمة وسط المدينة، للمطالبة بتحسين الظروف الاجتماعية وإيجاد بدائل اقتصادية عقب مرور سنة على قرار السلطات المغربية إغلاق معبر باب سبتة وإنهاء التهريب المعيشي، حيث أعلنت السلطات عن إصابة 16 شخصا خلال المظاهرات، من بينهم 6 أمنيين. وأمس الثلاثاء، قررت المحكمة الابتدائية بتطوان، اليوم الثلاثاء، تأجيل ملف محاكمة معتقلي احتجاجات الفنيدق، إلى يوم الثلاثاء المقبل 16 فبراير، ورفضت طلبات منحهم السراح المؤقت التي تقدم بها دفاعهم.