لفظت سيدة حامل تنحدر من دوار "أولغازي" بجماعة إملشيل، إقليم ميدلت، اليوم الاثنين، أنفاسها الأخيرة، داخل المركز الصحي التابعة للجماعة متأثرة بنزيف حاد بعد أن وضعت مولودها. وقال مصدر مطلع لجريدة "العمق"، إن الحامل في العشرينيات من عمرها، جاءها المخاض، ليلة أمس، بمنزلها الكائن بدوار "أولغازي" حيث ربطت عائلتها الاتصال بالسلطات المحلية من أجل نقلها إلى المستشفى دون أن يتم الرد على اتصالاتها. وأضاف المصدر ذاته، أن عائلة الحامل انتظرت إلى الصباح لنقلها للمركز الصحي، وطلبت من سائق شاحنة كاسحة الثلوج المتواجدة بالمنطقة إزالة الثلوج لمرور سيارة الإسعاف لنقلها للمستوصف غير أنه تذرع بكون منطقة "أولغازي" لا تدخل ضمن مجال عمله. وأشار مصدر الجريدة، إلى أن عددا من المواطنين تدخلوا من أجل إزاحة الثلوج لتسهيل مرور سيارة الإسعاف إلى الدوار لنقل الحامل، وهو ما تم بالفعل حيث نقلت إلى المركز الصحي، ودقائق بعد وصولها فارقت الحياة، فيما لايزال المولود على قيد الحياة. وفي هذا الإطار، قال امبارك أوعريان، وهو من ساكنة المنطقة، إن غياب طبيبة اختصاصية في طب النساء والتوليد، وغياب الأجهزة الطبية بالمركز الصحي لإملشيل هي الأسباب الرئيسية في وفاة الحوامل بالمنطقة. وأضاف أوعريان في حديث مع "العمق"، أن استمرار وفيات الحوامل بدائرة إملشيل عار على جبين المسؤولين، مضيفا أن الساكنة طالبت مرارا وتكرارا بتعيين أطباء وممرضين مختصين في التوليد بالمركز الصحي دون جدوى. وشدد المتحدث على أن 9 حوامل يفقدن موالدهن، و5 حوامل يلفظن أنفاسهن سنويا بدائرة إملشيل، لافتا إلى أن المنطقة بها 3 مستوصفات، غير أنها خالية من الأطر الطبية ومن اختصاصي التوليد وحتى الأدوية. وفي السياق ذاته، أوضح مواطن بالمنطقة، أن مثل هذه المأساة أصبحت مألوفة لدى ساكنة إملشيل خصوصا في فصل الشتاء حيث البرد القارس، إذ تصل درجات الحرارة إلى ناقص 13 تحت الصفر، منبها إلى ما تتعرض له النساء الحوامل أيضا في البيوت واستمرارهن في الأعمال الشاقة بالرغم من قرب وضعهن للحمل.