أطلقت جهة طنجةتطوانالحسيمة، الأسبوع المنصرم، سلسلة من اللقاءات التشاورية الموسعة مع مختلف الفاعلين الترابيين من سلطة ومنتخبين ومصالح خارجية، وذلك ضمن مقاربة تشاركية بين مجلس الجهة وولاية الجهة، من أجل تنزيل مشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب ل24 سنة المقبلة. المشروع الذي سيحدد خارطة الطريق التنموية بمدن وأقاليم جهة الشمال إلى غاية سنة 2046، يقترح القائمون عليه إنجاز 285 مشروعا مهيكلا، جرى التطرق إليها بتفصيل ضمن العروض المقدمة على مستوى أوراش موضوعاتية نظمت في إطار اللقاءات المذكورة. وسيكون لأعضاء مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، مهلة 30 يوما اعتبارا من تاريخ إحالة المشروع على لجنة إعداد التراب، لتدارسه وتجويده بملاحظاتهم ومقترحاتهم، على أن يتم عرضه في أقرب دورة للمجلس من أجل مناقشته والمصادقة عليه. ويهدف التصميم الجهوي لإعداد التراب على وجه الخصوص إلى تحقيق التوافق بين الدولة والجهة حول تدابير تهيئة المجال وتأهيله وفق رؤية استراتجية واستشرافية، بما يسمح تحديد توجهات واختيارات التنمية الجهوية. خارطة طريق تنموية ووفق بلاغ لمجلس الجهة، اطلعت عليه "العمق"، فإن هذه اللقاءات التي ترأسها والي الجهة محمد امهيدية، بحضور رئيسة مجلس الجهة فاطمة الحساني وعمال عمالتي وأقاليم الجهة، تهدف إلى بلورة المضامين العريضة لهذا البرنامج الذي سيؤطر التهيئة المجالية بالجهة ما بين سنتين 2021 و2046. ويقترح مشروع التصميم، مجالات تتعلق بالتهيئة الحضرية، والتجهيزات العمومية الجماعية، والتنمية الاقتصادية، والبنيات التحتية، والبيئة والتحول المناخي، وتدبير الماء بالجهة، والطاقات المتجددة، والمعالم التاريخية والثقافات المحلية، والتنمية البشرية. وتنتظم هذه المجالات في أقطاب تنموية تشمل التجارة، الخدمات، الأفشورينغ، والسياحة البحرية، إضافة إلى الفلاحة والصيد، والأحياء البحرية، الأعمال التجارية الزراعية، والاقتصاد الأزرق، وكذا التنمية القروية، الاقتصاد الاجتماعي، السياحة الإيكولوجية والقروية. وحسب المصدر ذاته، فإن هذه البرامج تصب في اتجاه 5 أهداف استراتيجية، تتعلق بتحسين جاذبية الجهة، وتنويع مصادر خلق الثروة بالجهة، وخلق المزيد من العدالة المجالية، إضافة إلى معالجة الإشكالات المرتبطة ببعض الأنشطة التي لا تساهم بشكل إيجابي في التنمية عبر تقديم بدائل لها، ثم تحسين إطار العيش للمواطن بمختلف تراب الجهة. أشغال الورشات المنظمة ضمن هذه اللقاءات التشاورية، يضيف البلاغ، شكلت فرصة لمختلف الفاعلين وممثلي المؤسسات العمومية، لإبداء آرائهم وملاحظاتهم حول مكونات هذا البرنامج وتقديم مقترحاتهم الرامية لتجويده وملاءمته مع الرهانات المستقبلية للتنمية المندمجة بالجهة بغرض تملكه من طرف مختلف المتدخلين. تحديات ورهانات والي الجهة محمد امهيدية، قال في إحدى اللقاءات التشاوية، إن إنجاز الدراسة المتعلقة بالتصميم الجهوي لإعداد التراب، ساهم في بلورتها كافة المتدخلين والفاعلين علي مختلف المستويات في تراب الجهة، وذلك وفق مقاربة تشاركية وتشاورية وبتنسيق وتشاور مستمر مع مصالح ولاية هذه الجهة. وأوضح امهيدية أن هناك إكراهات رافقت المرحلة الثالثة المتعلقة بوضع إستراتيجية استشرافية لإعداد التراب، بفعل الظرفية الاستثنائية لجائحة كورونا′′، والتي همت وضع إطار عام للتنمية العادلة والمستدامة للمجلات الحضرية والقروية بتراب الجهة، وكذا تحديد التوجهات الاستراتيجية لتنمية الجهة ومجالات المشاريع اللازمة لتحقيقها. من جانبها، أشارت رئيسة مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة فاطمة الحساني، إلى الرهانات التي يعلقها مختلف الفاعلين بالجهة على التصميم الجهوي لاعداد التراب باعتباره سيضع خارطة طريق تنموية لتراب الجهة على مدى ال25 سنة القادمة. وقالت الحساني إن هذه العملية تعتبر مشروعا يندرج في إطار تنزيل الجهوية المتقدمة، الهدف منه تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية والنجاعة الاقتصادية عبر مقاربة تضمن التنمية المستدامة المنشودة، وفقا لتوجهات الملك محمد السادس. وشددت على أن هذه الوثيقة، يجب أن تبرز التوجهات الاستراتيجية والإجراءات والمشاريع المهيكلة والضرورية لبناء مستقبل واعد لجهة تنافسية وذات إشعاع وطني ودولي، من خلال تثمين ما تزخر به من ثروات وإمكانات أهمها الثروة البشرية كرافعة أساسية للتنمية بما تقدمه من معرفة وابتكار وما تتسم به من تكوين ومهارات. وكانت المسؤولة المنتخب قد دعت في وقت سابق، إلى مضاعفة الجهود من أجل التسريع بإنجاز الدراسات المتعلقة بالتصميم الجهوي لإعداد التراب للجهة، من أجل تدارك التأخر الحاصل جراء تداعيات الأزمة الصحية لجائجة كورونا، بهدف الانتهاء منها في أقرب وقت. وأوضحت رئيسة مجلس الجهة، أن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي وباء كورونا كان له تأثير على إنجاز الدراسة التي كان من المقرر أن يتم الانتهاء منها خلال شهر ماي الماضي، منوهة بالجهود التي تم بذلها من طرف كافة المتدخلين في هذا الموضوع، رغم الظروف الاستثنائية الصعبة.