اعتبر مفوض الاتحاد الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، أوليفر فاريلي، أن المغرب شريك ذو مصداقية للاتحاد في مجال تدبير ملف الهجرة، فيما قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الوقت حان لتطوير السياسة الأوروبية للجوار. جاء خلال ندوة صحفية مشتركة بين المفوض الأوروبي أوليفر فاريلي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، عقب مباحثات أجرياها اليوم الثلاثاء بالرباط. وقال المفوض الأوروبي: "المغرب شريك ذو مصداقية للاتحاد الاوروبي في معالجة هذه القضية، ومن هنا تبرز أهمية دعمه في كافة الجهود التي يبذلها من أجل تدبير أفضل لهذه القضية التي يمكن أن تخلق ليس فقط مشاكل أمنية ولكن أيضا مشاكل ذات طبيعة اقتصادية". وأشار فاريلي إلى أن تدبير قضية الهجرة "مهمة مشتركة يتعين أن نعالجها معا. والمغرب يتبوأ الصدارة هنا أيضا، إنه شريك ذو مصداقية ومهم في هذه المسألة". ويقوم أوليفر فاريلي بزيارة المغرب رفقة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية ييلفا يوهانسن، أجرى خلالها المفوضان مباحثات مع عدة مسؤولين مغاربة. سياسة أوروبا للجوار من جانبه، اعتبر ناصر بوريطة أن السياسة الأوروبية للجوار مدعوة للتطور لتتجاوز المنطق المالي المحض وتحيين مبادئها التوجيهية، وهي التمايز والتكامل والتضامن والإشراف وتقديم المزيد لنيل المزيد. وأوضح أن السياسة الأوروبية للجوار ما زالت تحتفظ بوجاهتها بعد 17 عاما من إطلاقها، لكن الوقت قد حان لتتطور بدورها، وذلك لتتجاوز المنطق المالي المحض، وتركز على أفق "كل شيء عدا المؤسسات" وتحيين مبادئها التوجيهية، أي التمايز والتكامل والتضامن والإشراف وتقديم المزيد لنيل المزيد. وأضاف الوزير أن السياسة الأوروبية للجوار مدعوة أيضا لتكون بمثابة خط موجه لكافة بنيات الاتحاد الأوروبي، ولتشرك بلدان الجنوب بشكل أكبر في صنع القرار المتعلق بها، وإحداث تنسيق مع الأطر الثنائية والإقليمية والقارية، بما فيها، على الخصوص، الاتحاد من أجل المتوسط، 5+5، والاتحاد الأوروبي/إفريقيا. وعلى الصعيد الثنائي البحت، جدد بوريطة التزام المغرب بتوطيد شراكة "قوية ومبتكرة ودائمة" بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وقال إن "الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي توجد في وضع جيد، إنها أكثر تفاعلا وبراغماتية وتتماشى مع التحديات الراهنة"، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يحرص على الطابع النوعي لهذه الشراكة، وعلى أن تتم، بشكل دائم، في إطار مقاربة للجودة والوضوح والطموح. ورحب بوريطة بزيارة فاريلي إلى المغرب، الأولى له إلى بلد مجاور، مبرزا أن محادثاته مع المفوض الأوروبي كانت غنية وودية ومثمرة، وهمت مستقبل العلاقات الثنائية في سياق المراجعة الجارية للسياسة الأوروبية للجوار. وشدد على أن "شراكتنا تتفرد أيضا بالتضامن الذي يطبعها من الجانبين. وقد تجلى ذلك بوضوح في استجابتنا للتحديات التي طرحها وباء كوفيد-19، سواء من خلال تعبئة القطاعات الإنتاجية المغربية لدعم سلاسل القيمة الأوروبية، أو تعبئة الموارد المالية الأوروبية لدعم جهود المغرب". ويرى بوريطة أن هذه الشراكة بدأت فعليا في التجسد من خلال أربعة فضاءات متجانسة هي السياسة والأمن، والاقتصاد والمجتمع، والمعارف المشتركة، والقيم المشتركة. وكذا من خلال محورين شاملين مخصصين للبيئة والهجرة. وأكد على الطبيعة المبتكرة للمقاربة المعتمدة، مع المسؤول الأوروبي، لتسريع تفعيل هذه الشراكة المتجددة، مشيدا بالتزام الطرفين بتحديد المجالات المبتكرة وذات الأولوية الكفيلة بالمساهمة في تنفيذ مخطط الإقلاع كما يريد ذلك جلالة الملك. إلى ذلك، تباحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم أيضا، مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية ييلفا يوهانسن، التي تقوم حاليا بزيارة للمغرب مع نظيرها أوليفر فاريلي. وستكون للمفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية الفرصة لزيارة عدة مشاريع ممولة من قبل الاتحاد الاوروبي في مجال الهجرة واليد العاملة وإدماج المهاجرين. كما ستزور معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، كما ستقوم بزيارة تقنية لأنشطة تدبير الحدود المغربية بطنجة.