ليس من طبعي الحديث عن أي شخص، ولا أحبّ أن يكون الأشخاص موضوعاً للكتابة عندي، لأن ذلك لا يكون إلا لتصريف حسابات أو أحقاد نفسية، أو للمجاملة بغرض المصلحة، وكلا السببين أمقتهما، لكن سأسمح لنفسي هذه المرّة بخرق هذا المبدأ، لأن الأمر لا يتعلّق بخلاف شخصي ولكن بمسألة الانتهازية وقلّة المروءة. في 2013 كنتُ أوّل من نشر خبر إقالة/طرد الصحافي السابق بالقناة الأولى محمد راضي الليلي، واتصلتُ به لتأكيد الخبر أو نفيه، فوجدته بفرنسا، حيث كان والده يرقد في أحد المستشفيات هناك. ووجدتُ ألّا علمَ له بالموضوع إلا بعد اتصالي به، فطلب مني إعادة الاتصال ريثما يتأكد هو من الموضوع بنفسه، وهكذا كان. بعد عودته للمغرب، ظلّ يتردد عليّ بشكل شبه يومي، في مقر الموقع، بزنقة مولاي ادريس بحسّان، من أجل دعمه إعلامياً في معركته من أجل العودة إلى عمله بالقناة، لكني كنتُ دائماً حريصاً على أخذ رأي الطرف الآخر، وهي مناسبة لأشكر السيد فيصل العرايشي الذي كان يردّ غالباً على الاتصالات، إما يردّ، أو ليوضح لي بعض الأمور مع طلب عدم النشر. في رمضان 2013، سجّلتُ مع راضي الليلي حلقات صوتية لمسيرته من طالب ثم متدرب بالقناة إلى أن أصبح مقدّم أخبار، ثم عمله كمراسل لقناة "العالم" الإيرانية وعودته للقناة الأولى وأخيراً خروجه منها بعدما رفض أن تكون رئيساه في العمل هي السيدة فاطمة البارودي، لأنه كان يرى نفسه أولى منها بمنصب مدير الأخبار، وتعمّد عدم أخذ ملاحظاتها في إحدى النشرات. الحلقات لم تُنشر كلها لأسف، بحكم ضيق الوقت لأن تفريغ التسجيلات الصوتية يأخذ جهداً كبيراً. لكن ما يهم هنا هو كيف تحوّل الصحافي المذكور من مطلب العودة للعمل، إلى عميل لتنظيم (البول)يخاريو. لقد كان حريصاً منذ بداية معركته على استغلال ورقة الصحراء، بداية من إظهار الولاء للملكة المغربية، من أجل استعطاف من كان يتوهم أن بإمكانهم التدخل لإرجاعه، إلى نقيض ذلك، بإعلان دعم الانفصاليين، والعمل مجاناً كبوق دعاية بدون جمهور لصالحهم. الليلي أكدّ مع الوقت أنه بالفعل كائن ليلي، بعدما غشي عينيه الظلام، وصار يخبط يمينا وشمالاً، معتقداً أنه ينتقم من دولة بأكملها، إذا هو دعم الانفصال، وهو بذلك يؤكد بالفعل أنه لم يكن جديراً بالثقة بأن يعمل في إعلام الدولة. في الأخير كنا قد توقفنا عن متابعة قضيته، وتركه يواجه مصيره إلى حيث اختار أن يكون مصيره، لأنه أحرق جميع الأوراق بعدما راسل العديد من الجهات، وكنتُ أحتفظ بنسخ من رسائله التي كان يرسلها إلى رجال في الدولة، ويسلمني نسخاً منها لتناولها إعلامياً. وظهر أنه شخص غير جدير بالاحترام، ولأنه جعل من قضية يحكمها قانون الشغل قضية سياسية، ولأنه عاجر على أن يثبت نفسه بالإنجاز، يحاول أن يثبتها بالانتماء الجغرافي تحت شعار "خدموني وخلصوني مزيان ولا نقول أنا انفصالي"، وليس هناك ردّ أفضل على أمثال هؤلاء مما جاء في خطاب الملك سنة 2009 "وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ؛ فإما أن يكون المواطن مغربيا، أو غير مغربي. وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف". #لستم_وحدكم #الصحراءالمغربية #الجيش_المغربي_فخرنا