الحمد لله الذي أذهبَ عنَّا الحَزَنَ، إِنَّ رَبَّنا لَغَفورٌ شَكُور. هكذا أنطلقُ من مكرمَة الشُّكْر الوَضَّاح، فَعلَى قَدر المَحبَّة كانَ العِتابُ، وَ لوْلاَ حُبُّ سُمُوِّ الأخِ الكَبيرِ مَا كانَت سرديّاتُ هذا القَلَمِ عِتابُ. و اليوم ، هَا قد إنْجَلَى وسواسُ الشكِّ و بُهِتَ الإلتباسِ اللّعينِ فإرتوَينْتُ من عَيْن اليَقينِ ، و فاضَت خيرات العَطايا الربانية ، و ما كانَ عطاءُ ربِّك مَحدودًا. ها قد جاءَ قرارُ القائد العربي محمد بن زايد آل نهيان – ولي عهد أبو ظبي و نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية- بالبُشرى، و فتح قنصلية عامة جديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بمدينة العيون في الصحراء المغربية. و ذلك بعد تواصل هاتفي مع أخيه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. و لأنَّ قرار القائد العربي الهُمام محمد بن زايد يأتي في ظرفية جيُو ستراتيجِيّة دَقيقَة، يلعبُ فيها النظام العسكري المأزُوم بالجزائر الشقيقةِ أَرذَلَ الأدوَار من أجل نشر الفوضى الهدّامة بالأقاليم الجنوبية المغربية. حيث جَعَرَ علينا دَهَاقِنَةُ النِّظام العَسكري، وَ تَلَوَّى لِسانهم " العَربي " مُنْتهِكًا حُرمات الجوار و قواعد المُروءة العربية، ساعيًّا بالغَدر و تَجْيِيش جبهَة الإرهابِ الإنْفِصالي من أجلِ قطعِ طريق السَّلامِ و التّنمية، و تَشويهِ وجهِ الوَاقِع الجُغرافي ، و تَغيير مسَار النّزاع الجزائري المُفتَعل حول الصحراء المغربية ، بالتَّزامُن مع تَرقُّب صدور قرار مجلس الأمن الدولي. كُلُ هذا ، و ربوعُ الصّحراء المغربية صارَت بفَضل القيادة الملكية الرشيدة، واحةَ تنميةٍ واعدةٍ، وَ مَحَجًّا لوفود الدول الإفريقية الصديقة المدافعة عن القضية المغربية العادلة و الفَاتِحة لسفاراتٍ و قُنصلياتٍ عديدة بمدينتي العيون و الداخلة . تاللهِ .. هكذا تُبْهِجُنَا مَشاهدُ النصرَة الخَليجية السَّليمَة ، و نَفخَرُ و نَتَبَاهَى بتجليّاتِ النَّخْوَة الإماراتية الكريمة. فَتَدفَعُنَا سَكرةُ الحالِ إلى التّمسُّك بمكارٍم أخلاق المُعلم الأعظم محمد ، و هل جزاءُ الإحسانِ إلاَّ الإحسان؟!. إيْ و رَبِّي .. فالحمد لله الذي جعل العلاقات المغربية الإماراتية في غنى عن وَساطات الغَيْرِ، إذ منذ الولاية العامرة للأب المؤسّسِ زايد بن سلطان آل نهيان تغمّده الله بواسع رحمَته، تَفَضَّلَت ديبلوماسيّة الإمارات بالتّضامن الأَخَوي ، داعمةً و مُسانِدةً قَوية للحقوق المغربية التاريخية و الراسخة فيما يتعلَّق بقضية الصحراء المغربية. حيث غلبَ الإنسجام و التطابقُ في الرُّؤَى و وِجهات النظر حول المصير العربي المشترك ، و كان التوافقُ الجميلُ مَنتُوجًا مغربيا-إماراتِيًّا مُشْتَرَكًا فيما يخُصُّ القراراتِ الحَاسِمة التي تهمُّ القضايا العربية و الإقليمية و الدولية . و لأنّي عَبْرَ مُتونِ هذا المقال أنشُدُ مُلامسَةَ تِيمَة العِرفان و الإِمْتِنَان، و لأنِّي لاَ أَجِدُني عند عَتَبة تَخْمِينِ الدّلاَلات و استِنساخِ المُستَبْطَنَاتِ. فإنَّ قدَري التاريخي يَجْعَلُني مُقتَنِعًا وفيًّا لوصيّة بَاوْلُو كْوِيلُو ، وَ أَن ازرَعوا في أطفالِكُم -دائمًا- ثلاثَ ثَقافاتٍ : الاعتِذار و المَحبّة و الشُّكر، فَمُجتَمَعنا مُجحٍفٌ بِها جدًّا !. لذا لا يسَعُني ضمنَ هذه الشَذَراتِ المَكتوبة عَدَا شُكرَ الرّجل الشّهم محمد بن زايد الذي أثلَج صدورَ المغربيات و المغاربة بِطَيِّباتِ الوِئامِ العُرُوبي، كَأَوَّلِ قَائدٍ عَربي يَختارُ فتحَ قنْصلية جديدةٍ لبلادِه بمدينة العيون في الصحراء المغربية. بل إنَّ سُمُو الشيخ أعلنَ بِتَمامِ الوضوحِ الأخلاقي عن ثِقَتِه في الإستراتيجية الملكية الخاصة بقضية الصحراء المغربية. مِمّا يَجْعَلُ القرار الإماراتي الحميد تعبيرًا حَكيمًا عن موقف محمودٍ رَافِضٍ لعدوانية التَّدخلات الجزائرية الجائرة في حق الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشّريفة. نعم .. هكذا تَحَادَثَ سُمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أَخيه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. و خلال هذا الاتصال المشهود أكدَّ على قرار دولة الإمارات الشقيقة بفتح قنصلية عامة جديدة في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة الشريفة. و هو القرارُ الذي يجسد موقف الإمارات العربية المتحدة الثَّابت ، و الذي يرمي إلى نُصرة المَملكة المغربية الشقيقة في جَميع القَضايا العادلة، و الدفاع عنها في المَحافِل الإقليمية و الدولية. كما جاء بالتأكيد – أيضًا – على رَوابط الأخُوّة و العمَل المُشتَركِ ، مع تًثْمين الدّور القيادي لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أيَّدَه الله بفَتْحٍ مُبين. هكَذا -إذن- ظهرَ الحَق و زَهَقَ باطلُ التَّقسيم الحَقير. فَجاء سمو الأخ الكَبير بفَضيلة القرار الإستراتيجي المُستَنير، حَتَّى تَحيا العلاقات المغربية الإماراتية -من جديد- بروح التآخي المَتين و التنْسيق الرَّصين بين المملكة الشريفة و الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وها نحن نَرجو الرّحمان المُتَعَال أن يحفَظَ القائدَيْن المُصلِحَيْن ويهَبهُمَا التوفيق و السّدادَ قصد إعادة ضبط التوازنات الجيو ستراتيجية الكبرى ،و تَطوير النظام الإقليمي العربي، و تَحيِينِ مِيثاقَ الصَّرح التاريخي العَتيد: "جامعة الدول العربية". و عنْدَ الخَتْمِ ، أَبوحُ من صَميمِ الفُؤادِ و منْ رَوَاسي الأطلسِ أهتفُ : شُكرًا يا سُموَّ الشيخ محمد بن زايد .. شُكرًا أيُّها الأَخُ الكَبيرُ. فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ، وَالهادِي إلىَ صِراطِكَ المُسْتََقِيم، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَ مِقْدَارِهِ العَظِيمِ. وَ آخِر دَعوَانا أن الحَمد لله رَبِّ العَالمين!.