تم اليوم الاثنين بالرباط، تدشين سفارة مملكة إسواتيني بالمغرب، وهي مملكة إفريقية تقع داخل جنوب إفريقيا، كما تم تدشين سفارة اتحاد جزر القمر بالمغرب خلال حفل أقيم بالرباط، وهي دولة عربية إفريقية. وترأس حفل افتتاح سفارة مملكة إسواتيني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ووزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لمملكة إسواتيني السيدة ثوليسيل دلادلا. وكان البلدان قد وقعا في وقت سابق اليوم بالرباط، على بروتوكول للتعاون الصناعي وإعلان نوايا مشترك حول التعاون في مجال الصحة، وقد وقع على هذين الاتفاقين ناصر بوريطة، ونظيرته الإسواتينية، في أعقاب المباحثات التي أجرياها. ويهدف بروتوكول التعاون الصناعي إلى خلق مقاربة ذات منفعة متبادلة بين البلدين، ت مكن من تطوير شراكة اقتصادية بهدف النهوض بالمبادرة الخاصة والنمو المستدام. كما يروم هذا البروتوكول تعزيز وتوسيع الشراكات القائمة بين البلدين وتطوير شراكات جديدة، فضلا عن تشجيع تبادل التجارب والخبرات في مجال السياسة الصناعية. أما إعلان النوايا المشترك حول التعاون في مجال الصحة، الذي يعبر من خلاله البلدان عن إرادتهما من أجل تعزيز تعاونهما في مجال الصحة، فيحدد أوجه التعاون الثنائي التي يتعين تطويرها في هذا المجال، ولاسيما تعزيز قدرات مهنيي الصحة في مجالات مختلفة، وكذا تقاسم التجارب والخبرات في المجال الصحي. وفي التدشين الثاني، أعرب وزير الخارجية القمري ظهير ذو الكمال، في ندوة صحفية مشتركة مع بوريطة، عن شكره للملك محمد السادس لالتزامه بدعم الصداقة المغربية-القمرية والحفاظ عليها، مشيدا بالعلاقة "المتفردة للغاية" التي تجمع بين البلدين. وذكر في هذا الصدد بدعم المغرب لجز القمر في مجال التكوين، مسجلا أن 80 في المائة من أطر وزارته تلقوا تكوينهم بالمملكة. وقال إن المغرب يواصل تكوين المواطنين القمريين بتمكينهم من منح، كما ذكر بدعم المملكة أيضا لبلاده في مجال الإدارة. وأضاف ذو الكمال أنه "إلى جانب الإدارة، تعول جزر القمر على دعم المغرب من أجل البناء الاقتصادي"، وأعرب عن رغبة بلاده في الاستفادة من خبرة المغاربة وتجربتهم لكي تصبح جزر القمر بلدا صاعدا في أفق سنة 2030. وسجل المسؤول القمري أيضا أن بلاده في حاجة ماسة إلى دعم المغرب في مجال السياحة، مذكرا بأن المملكة كانت ممثلة بأكبر وفد خلال مؤتمر شركاء تنمية جزر القمر بباريس. وتابع أن المغرب تحرك بسرعة غداة تنظيم هذا المؤتمر بإرسال وفد كبير إلى جزر القمر للوقوف على القطاعات الواعدة، داعيا إلى وضع إطار تعاون ثنائي أكثر دينامية. كما عبر رئيس الدبلوماسية القمرية عن الأمل في بلورة مشاريع اقتصادية تعود بالنفع على البلدين، ونوه في هذا الصدد بالرؤية الإفريقية للملك. وبخصوص ملف الصحراء، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجزر القمر، المكلف بالجالية، ظهير ذو الكمال، أن الوحدة الترابية للمملكة غير قابلة للنقاش، مشددا على أن الصحراء أرض مغربية. وأبرز ذو الكمال أن "الصحراء أرض مغربية، قلناها، وسنقولها في كل مكان"، مضيفا أن "الوحدة الترابية للمملكة غير قابلة للنقاش، إنه مكسب"، مسجلا أن تدشين بلاده لقنصلية بالعيون دليل على تعلقها بالوحدة الترابية للمملكة. من جهته، قال بوريطة إن تدشين هذه السفارة يعكس الطموح المشترك للبلدين في ترسيخ العلاقات الثنائية التي تطبعها الثقة والتميز. واعتبر بوريطة أن هذا التدشين يؤكد على الروابط القوية والتعاون المثمر للغاية، مسجلا أن السفارة ستكون وسيلة مهمة جدا لتتبع الالتزامات بين الجانبين. وأكد أن المغرب واتحاد جزر القمر بلدان قريبان من بعضهما وجدانيا، وأيضا بفعل التضامن والتعاون، وأن الحضور المزدوج لجزر القمر بالرباط والعيون، حيث كانت البلاد أول دولة تفتتح قنصلية لها بالعيون، يتيح تعزيز هذه العلاقات الاستثنائية أكثر. وأبرز أن هاتين التمثيليتين ليستا فقط مؤسستين، بل تجسدان طموحا مشتركا، وأن العلاقات السياسية تستمد تميزها من الأواصر الإنسانية، بالنظر إلى أن الطلبة القمريين من أكبر الجاليات الطلابية بالمغرب. كما ذكر بوريطة بالتوقيع على العديد من اتفاقات التعاون الثنائي التي ستسهم في تعزيز الشراكة بين البلدين، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على عقد اللجنة المشتركة في المستقبل القريب وعلى إيفاد بعثة اقتصادية متعددة القطاعات لمواكبة المشاريع التي أطلقها رئيس جزر القمر. وذكر أيضا بأن المغرب حضر، بتعليمات الملك في باريس خلال مؤتمر شركاء تنمية جزر القمر، وكان الوفد المغربي أكبر وفد يمثل مختلف القطاعات والمؤسسات والفاعلين الاقتصاديين. وبتعليمات ملكية سامية أيضا، ع قد لقاء خاص مع رئيس جزر القمر لتحديد محاور التعاون. وأكد الوزير أن المغرب سيكون على الدوام، وفقا لهذا التوجه الملكي، معبأ كما دأب على ذلك في مجالات التكوين والإدارة، وسيسعى بنفس الحرص والتعبئة من أجل إرساء أسس اقتصاد متنوع. وأعرب عن شكره لجزر القمر على دعمها المستمر للوحدة الترابية للمملكة، موضحا أن جزر القمر كانت، في الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي، وفي الاتحاد الإفريقي، وفي الأممالمتحدة، وفي كل الهيئات الإقليمية والدولية، في طليعة الداعمين للمغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية، مذكرا بأن اتحاد جزر القمر كان أول دولة تفتتح قنصلية لها بالعيون. * الصورة من الأرشيف