تصوير ومونتاج: ياسين السالمي "أنصح الجميع بالقراءة وطلب العلم والمعرفة، لأننا بالقراءة نرقى ونير عقولنا"، هكذا تلخص التلميذة التطوانية سعاد القرباص، ابنة التسع سنوات، نظرتها للقراءة والمطالعة، مشيرة إلى أنها من عشاق القراءة وقرأت أزيد من 100 كتاب ما بين القصص والروايات وكتب التنمية البشرية والتاريخ والدين. سعاد التي تدرس بالمستوى الرائع ابتدائي بمدرسة عبد الرحمان الداخل العمومية بتطوان، تأهلت إلى الإقصائيات الوطنية لمسابقة "تحدي القراءة العربي" التي تنظمها دولة الإمارات العربية كل سنة، وتمني النفس بأن تمثل جهة طنجةتطوانالحسيمة أحسن تمثيل من أجل التأهل إلى نهائيات الإمارات كممثلة عن بلدها المغرب. ورغم صغر سنها، إلا أنها استطاعت أن تضمن لنفسها مكانا ضمن المتأهلين للإقصائيات الوطنية للمسابقة، بعدما اجتازت بنجاح الإقصائيات المحلية ثم الإقليمية والجهوية، مشددة على أنها تطمح للفوز في المسابقة والذهاب إلى الإمارات، "وفي الأساس سيفوز الأفضل دائما وأتمنى التوفيق للجميع"، تقول سعاد. جريدة "العمق" زارت التلميذة سُعاد بمنزل أسرتها الكائن بحي "كدية السبع" الشعبي بتطوان، وعاينت مدى شغفها بقراء الكتب والتحدث بلغة عربية فصيحة، فهي تشارك لأول مرة في هذه المسابقة وتعتبر من بين أصغر المرشحين، على اعتبار أنها ستنافس تلاميذ المؤسسات الثانوية والإعدادية على الصعيد الوطني. تشير سعاد إلى أنها من عشاق القراءة، إذ لاحظت أستاذتها حبها للقراءة فدعمتها إلى جانب أسرتها على المشاركة في "تحدي القراءة العربي"، تقول التلميذة في هذا الإطار: "مرت الإقصائيات في أجواء رائعة يغمرها التنافس بين تلاميذ أحبوا اللغة العربية ولم يجدوا سبيلا للتعبير عن حبهم لها إلا بقراءة الكتب". وبدأت سعاد القراءة منذ أن كانت تدرس في السنة الأولى ابتدائي، لافتة إلى أن أختها هي من حببت لها القراءة لتصبح من عشاق الكتب بفضلها، كما كان لأسرتها ومدرسيها دور كبير في ما وصلت إليه، على حد قولها، موضحة أنها شاركت ب80 كتابا في مسابقة "تحدي القراءة العربي". تقول بشرى، شقيقة الطفلة سعاد، إنها هي من حببت القراءة لأختها حتى قبل أن تتعلم القراءة، حيث كانت تقرأ لها قصصا مناسبة لسنها، مشيرة إلى أنها حينما تعلمت القراءة بدأت تقرأ لنفسها، مضيفة: "تأهلها فخر لنا وهو في حد ذاته فوز، وأتوقع أن تصل لمستوى التلميذتين أمجون وأخيار لأنهما قدوة بالنسبة لها". وحول طريقة تنمية مهارة القراءة لديها، توضح سعاد أنها تخصص وقتا يوميا للقراءة وتلتزم به بشكل صارم من أجل المطالعة بانتظام، وكلما قرأت كتابا تدون العبرة المستخلصة منه، مشددة على أن حبها للقراءة وتحدي نفسها من أجل الاجتهاد أكبر، من بين العوامل التي ساعدتها لبلوغ هذه المرحلة من الإقصائيات. ويعتبر المؤلف والكاتب الدنماركي المتخصص في أدب الطفل والرحلات "هانس كريستيان أندرسن"، من المفضلين لدى سعاد، إلى جانب الروائي والقاص المغربي عبد الحميد الغرباوي، كما تعتبر القرباص أن الكتاب المفضل لديها هو "الأمير والكتاب". ووجهت الطفلة التطوانية رسالة إلى التلاميذ بالقول: "أرجو منهم متابعة دروسهم وتخصيص وقت للقراءة كل يوم وجعلها عادة يومية، مع استغلال وقت الفراغ في كسب المعرفة، فهذا أفضل بكثير في إضاعتها في الألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة، يجب علينا إعطاء الأولوية للقراءة".