كتب الأخ يسر بن الطيبي، أحد شباب حزب العدالة والتنمية الذين ساهموا في صياغة مذكرة النقد والتقويم الموجهة الى قيادة الحزب، مقالا يرد فيه على موقف الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية من مبادرة النقد و التقويم، عنونه ب: "أمكراز بين المسافات و التحولات"، يتساءل فيه، أو بالأحرى ينتقد موقف امكراز من هذه المبادرة. فرغم تصريح الكاتب الوطني للشبيبة بأن النقاش داخل الحزب أمر صحي وأن مبادرة النقد والتقويم إيجابية، الا أن الأخ ياسر أصر على أن يعدد مجموعة من المواقف الصادرة عن الكاتب الوطني للشبيبة والتي يراها غير سليمة أو هي نتيجة تحولات. وقبل مناقشة الأخ ياسر حول ما تفضل به، اود التأكيد ان مبادرة النقد والتقويم هي ملك لجميع أبناء الحزب، من أعضاء الأمانة العامة الى المجلس الوطني، الى كافة أعضاء الحزب في مختلف ربوع الوطن، يساهمون في النقاش بشكل جماعي بغية تصحيح مسار الحزب وتقوية اشعاعه، وليست بأي حال من الأحوال مذكرة طرف ضد طرف آخر. وليسمح لي الأخ ياسر أن أناقشه فيما تفضل به في مقاله، دون ان يعني ذلك مصادرة حقه في التعبير: الشبيبة تحاول ان تحافظ على مسافة مما يجري داخل الحزب. استشهد الأخ ياسر في بداية مرافعته ببلاغ المكتب الوطني للشبيبة خلال نقاش موضوع "الولاية الثالثة لبنكيران" والذي دعا فيه بنكيران إلى الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالا ومستقبلا، باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي التي آمنت بمنطق الإصلاح في ظل الاستقرار ". وهذه الدعوة حسب منطوقها ليس فيها ما يدل على تدخل الشبيبة في أمور الحزب ولا دعوة الى التصويت على بنكيران لولاية ثالثة على رأس الأمانة العامة للحزب، كل ما في الدعوة، مطالبته بالاستمرار في أداء أدواره الوطنية (مع التسطير على كلمة الوطنية) و التي سيؤديها سواء من داخل قيادة الحزب او من موقع آخر يختاره، حتى ولو كان خارج الحزب، فليس بالضرورة من موقع القيادة. ثم ان الأخ ياسر يحاول ان يخلط بين شبيبة العدالة والتنمية كهيئة مستقلة لها قيادتها المنتخبة ولها نظام أساسي ينظم كيفية اشتغالها ومجالات تدخلها، وبين أبناء شبيبة العدالة والتنمية بصفتهم أولا مواطنين لهم حق التعبير في قضايا وطنهم، وبصفتهم ثانيا أعضاء داخل حزب العدالة والتنمية يشاركون في النقاش المثار داخل الحزب. ولهذا، عندما ينخرط الأستاذ محمد امكراز في نقاش الولاية الثالثة للأستاذ عبد الاله بنكيران، فانه يفعل ذلك بصفته عضوا بالحزب له كامل الحقوق، وليس بصفته رئيس اللجنة المركزية للشبيبة أنداك، كما ان قيام مجموعة من شباب الحزب ابان حراك 20 فبراير بحملة لجمع توقيعات لإقالة بنكيران من الأمانة العامة، حسب قول الأخ ياسر، فان فعلهم هذا لم يكن مؤطرا بأي توجيه من قيادة الشبيبة، سواء محلية او وطنية، وانما قاموا به بصفاتهم الشخصية ، كما أن خروجهم في مظاهرات 20 فبراير كان بصفتهم الشخصية أيضا. أما استوزار الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية في حكومة العثماني، فلا داعي للتذكير مرة أخرى بأنه تم من داخل هيئات الحزب وبصفته عضوا بالحزب، له الحق في أن يكون وزيرا، كما ان للحزب الحق في اقتراح أي واحد من أبنائه يرى فيه الأهلية لأن يكون عضوا بالحكومة. ثم ان ادعاء الأخ أن ضعف الشبيبة جاء نتيجة استوزار كاتبها الوطني، فهذا الادعاء مجانب للصواب، اذ أن ضعف الشبيبة من ضعف الحزب وقلة اشعاعها من خفوت اشعاع الحزب، ولهذا جاءت مبادرة النقد والتقويم لتحريك المياه الراكدة وإعادة الاشعاع المفقود داخل الحزب وهيئاته الموازية. مواقف امكراز بين الامس واليوم: في هذه الفقرة، استفاض الأخ ياسر في تعداد مواقف الأستاذ محمد امكراز قبل استوزاره ومواقفه اليوم، وخلص الى أن الكاتب الوطني غير جميع المواقف أو أبرزها ، والتي عرف بها قبل استوزاره، وهنا أحب ان أذكر الأخ بأن مواقف أي عضو بالحزب مهما علا شأنه تخصه لوحده ويتحمل مسؤوليته كاملة تجاهها، ولا يلزم بها أحدا، اما مواقف الشبيبة وجميع الهيئات الاخرى فتعبر عنها بلاغاتها الرسمية. وفي الأخير أدعو الأخ ياسر، ومعه كافة أعضاء الحزب بالتركيز على مبادرة النقد والتقويم والمساهمة في النقاش الداخلي للحزب الذي فتحه مكتب المجلس الوطني، أما الانزياح نحو نقاش آخر في هذه الآونة فلن يؤد الا الى تشتيته وتوجيهه نحو وجهة أخرى لا داعي لفتحها في هذه الآونة. هذا ما أراه في هذا الموضوع ولا ألزم به أحدا. * عضو عامل بحزب العدالة والتنمية وأحد الموقعين على المبادرة