يبدو أن أخذ المغرب زمام المبادرة مجددا في المسألة الليبية، قد أزعج دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم بالمال والسلاح المشير خليفة حفتر، الذي يتهم بكونه وقود الحرب في ليبيا وأحد أسباب استمرار الصراع بهذا البلد منذ 9 سنوات. وحتى قبل انطلاق أشغال الحوار الليبي الذي تحتضن مدينة بوزنيقة فعالياته يومي الأحد والإثنين، فقد خصصت قناة العربية التي تبث من الإمارات تقريرا يشكك في جدية الحوار الليبي بالمغرب، واعتبرت أنه يواجه أصوات معارضة. وتحت عنوان "شظايا تطال الحوار الليبي.. نواب يرفضون "ترميم الصخيرات"، استهلت قناة العربية تقريرها بالقول إن "اتفاق الصخيرات الذي وقع في دجنبر 2015 في المغرب، أثبتت الأحداث المتتالية فشله"، مبرزة أن أصواتاً معترضة ضمن البرلمان (برلمان طبرق) اعتبرت أنه من المستحيل إعادة إحياءه. ونقلت "العربية" عن عضو مجلس النواب علي التكبالي قوله "إنه لا يمكن ترميم اتفاق الصخيرات، عبر إطلاق حوار بنفس العقلية"، فيما نقلت عن نائب آخر يدعى محمد العباني قوله إن "محاولة ترميم اتفاق الصخيرات غير قانوني". وتعقد أطراف النزاع في ليبيا، الأحد، بمدينة بوزنيقة المغربية، لقاءً هو الأول من نوعه بعد الإعلان، قبل أسبوعين، عن وقف إطلاق النار من جانب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات حفتر المدعومة من روسياوالإمارات العربية المتحدة. ووفق مصادر متطابقة، فإن الاجتماع الليبي الليبي بأحد منتجعات مدينة بوزنيقة، يلتئم بمبادرة من الملك محمد السادس وسط ترحيب دولي وعربي كبيرين، وهو الاجتماع الذي من شأنه أن يفضي إلى تفاهمات من شأنها تعزيز "اتفاق الصخيرات" الذي سعى إلى وقف النزاع القائم بهذا البلد منذ سنوات. ويشارك في اجتماع، الأحد، وفود من حكومة الوفاق الليبية برئاسة يوسف العقوري عن مجلس النواب التابع لحفتر، وعبد السلام الصفراوي عن المجلس الأعلى للدولة. من المرتقب أن يفضي الحوار لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي ووضع حد للصراع الدائر في البلاد عبر حل سياسي يرضي الأطراف المتنازعة، وسط أجواء من الترقب على مستوى الأرض، خاصة وأن المشير حفتر يرفض الحوار.