لبى نداء ربه صبيحة اليوم الجمعة 7 غشت 2020، المفكر والكاتب والفيلسوف الايبيستيمولوجي محمد وقيدي، أحد أعمدة المدرسة المغربية للتفكير الفلسفي، عن عمر يناهز 74 سنة. الراحل من مواليد 1946، حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1979، وكرس جهوده على مدى العقود الخمسة الأخيرة بالعمل في مجال الكتابات الفلسفية وتحليل الخطاب الفلسفي الإبستيمولوجي. اشتغل وقيدي مع نخبة من المفكرين المغاربة، الذين بصموا تاريخ الفكر الفلسفي بالمغرب وبالعالم، أمثال الدكتور محمد عابد الجابري، وعبد الله العروي، ومحمد سبيلا، وطه عبد الرحمن ومحمد بنيس، وبنسالم حميش. كتب وقيدي في الفلسفة الغربية وترجم لأبرز أعلامها مثل غاستون باشلار، وبحث في تاريخ العلاقة بين العلوم الإنسانية والإيديولوجيا، كما عمل على تقديم ماهية الإبستمولوجيا، من دون أن يغفل الشأن السياسي اليومي. كرس حياته للبحث والدفاع عن الفلسفة بصيغتها المغربية، وكتب في مقال له، منشور بمجلة آفاق فلسفية سنة 2012: "إذا فكرنا في الفلسفة في هذه البلاد التي تسمى بالمغرب، (وهي جزء من العالم العربي والإسلامي)، فسنجد أن الأمر لا يتعلق فيها بنشأة. فقد انطلقت من هذه الأرض فلسفات ذات قيمة إنسانية عامة، في عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، الحديث عن شروط النشأة انتهى مع زمنه في بداية الحضارة الإسلامية، وحيث لم تكن تلك النشأة ذاتها بداية أولى، بل نشأة جديدة تتأسس على بداية سابقة، متمثلة في الفلسفة اليونانية". ومن بين البحور الفلسفية التي خاضها وقيدي، واستطاع أن يحدد معالمها، العلاقة بين التعليم والفسفة، يقول في هذا الصدد، في ذات المقال: " الطريق إلى الفلسفة، شمل ميدانا آخر هو التعليم والتعلم، هذا شرط من شروط وجود الفلسفة وتطورها في المجتمع، وقد كانت الغالبية العظمى من الفلاسفة في كل البلاد، التي ظهر فيها هذا النمط من التفكير معلمين للفلسفة. والفيلسوف كما أكد ذلك موريس ميرلوبونتي M. Merleau-ponty، هو دائما موظف يعلم الفلسفة في مؤسسة. خلف الراحل خزانة مليئة بالكتب والمراجع والمؤلفات، من بينها "حوار فلسفي: قراءة في الفلسقة العربية المعاصرة، وبناء النظرية الفلسفية: دراسات في الفلسفة العربية المعاصرة، ولماذا أخفقت النهضة العربية؟، والتوازن المختل: تأملات في نظام العالم، ومكونات المغرب وسياسات.