اعتبر رئيس تونس الأسبق، منصف المرزوقي، أن الربيع العربي لم ينته بعد، وموجته توقفت وتعثرت، وتراجعت وستعود إلى الأمام، وستأتي موجات وراءها، لأن الأهداف الكبرى لم تتحقق بعد، والدليل ما يقع الآن بسوريا واليمن وليبيا. وشدد المرزوقي، في ندوة تفاعلية، نظمتها شبيبة حزب الاستقلال، الخميس، لمناقشة التحولات الدولية في ظل جائحة “كورونا”، على أن الأمة العربية مازالت أمامها معارك وصعوبات، آملا في أن تكون الخطوات نحو مزيد من الديمقراطية والحرية بدون خسارة مثل الثمن الذي دفعناه في سوريا واليمن وليبيا. وأوضح، أن جائحة “كورونا” هي امتحان، وجملة من الامتحانات التي ستواجهها الشعوب العربية، مضيفا أن الجائحات قادمة وستتكاثر، لكن ماذا أعد لها العرب؟ لافتا إلى ضرورة أن يكون هناك مخطط للخمسين سنة المقبلة، لأن العرب هي أكثر الشعوب المهددة بالاندثار في العالم الآن. وزاد ضمن الندوة التي أدارها مدير موقع العمق المغربي، محمد لغروس، وتم بثها على الصفحة الرسمية للموقع، قائلا: “كورونا هي امتحان، وإذا سقطنا في هذا الامتحان سنسقط في كل الامتحانات القادمة”، وفي السياق ذاته، هاجم المرزوقي دولة الإمارات، متهما إياها بأنها من يحرك الثورة المضادة، واصفا محمد بن زايد بأنه “مصيبة العرب والمكلف بتدمير الربيع العربي”. وأبرز رئيس تونس الأسبق، أن وزير الداخلية الليبي اتهم مباشرة الإمارات بأنها سبب الثورة المضادة في ليبيا، وتوعدها بإقامة دعوى قضائية عليها. وأردف المرزوقي، أنه في 2012 وضع احتجاجا رسميا لدى السفير الأمريكي، بسبب تدخل الإمارات في شؤون تونس. وزعم أن بن زايد هو من دمر ليبيا وهو المسؤول عما يقع في اليمن بمعية بن سلمان من “جرائم حرب”، وأنه من المفروض أن يمثلوا أمام المحكمة الدولية لأنهم تسببوا في موت شعب ظلما. واعتبر المرزوقي أنه على الأمة العربية أن تعرف أن عدوها هم هؤلاء الأشخاص الذين كسروا حلمنا في العدالة والرحمة، مخاطبا بن زايد وبن سلمان بقوله: “من أنتم؟، نحن 100 مليون نسمة في الاتحاد المغاربي وأنتم فقط مليون، هذا فضاؤنا ولا يجب أن يدخله أحد”، وفق تعبيره. وانتقد المرزوقي، الغرب، قائلا: “إن مشكلتهم لم تكن مع الإسلام السياسي، لأنهم لم يكونوا مهتمين أن تكون هناك ديمقراطية في العالم العربي”، مضيفا أن “الكثير من الأنظمة الغربية يريدون حراس أنظمة تحت اليد”. وأشار إلى أن الإسلاميين إذا أحسنوا تسيير البلاد فستكون البلاد هي الرابحة، وإذا لم يحسنوا فسيصرفون بصمت، مضيفا أن “الغرب بعد الربيع العربي بدؤوا يفهمون بأن الديمقراطية مثل الكهرباء ليست ملكهم”.