أعلنت حكومة سبتةالمحتلة أنها توصلت إلى اتفاق مع المغرب عبر سلطات مدينة تطوان، يقضي بالشروع في ترحيل المغاربة العالقين بسبتة إلى وطنهم ابتداء من يوم غد الجمعة، وذلك على مراحل، حيث سيتم في المرحلة الأولى إعطاء الأولية لأصحاب الحالات الإنسانية، خاصة المسنين والأطفال والعائلات وأصحاب الأمراض المزمنة وذوي الإعاقة. ووفق ما نقلته صحيفة “منارة سبتة”، فإن السلطات المحلية ستقوم اليوم الخميس بالتنسيق مع العالقين من أجل حسم اللائحة الأولى للمغادرين يوم غد الجمعة، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق بين سلطات تطوانوسبتة جاء بعد مشاورات مكثفة بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي. بين صمت الرباط وتوضيحات الإسبان .. مصير “غامض” للمغاربة العالقين بسبتة اقرأ أيضا وأفاد المصدر ذاته، أنه بالرغم مما تم تداوله من توقف عملية الترحيل بسبب “إقحام قاصرين ومهاجرين سريين” في لائحة المغاربة العالقين، إلا أن المفاوضات كانت مستمرة ولم تتوقف بين الجانب المغربي والإسباني، حيث كانت حكومة سبتة تنتظر الضوء الأخضر من المغرب للشروع في عملية الترحيل. وفي الوقت الذي لا يزال عدد المعنيين بالمغادرة في المرحلة الأولى يوم غد الجمعة غير معروف، أفادت مصادر متطابقة أن العالقين سيتم إخضاعهم للحجر الصحي بأحد المنتجعات السياحية على الخط الساحلي الرابط بين المضيق والفنيدق، وذلك لمدة 14 يوما للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا. وكان ملف المغاربة العالقين بسبتة قد دخل مرحلة “الغموض” خلال الأيام الماضية، خاصة بعدما اتجهت الأنظار إليهم عقب إجلاء نظرائهم من مدينة مليلية يوم الجمعة الماضي ووضعهم تحت الحجر الصحي بفندق في مدينة السعيدية لمدة 14 يوما. فطيلة أسبوع من الترقب، اعتبر العالقون بسبتة أن مصيرهم يبقى "غامضا" في ظل استمرار الصمت الرسمي من طرف السلطات المغربية، والتوضيحات المقتضبة التي تقدمها الحكومة المحلية بسبتة، فيما شوهدت 8 حافلات مغربية متجهة نحو معبر سبتة قبل أيام. وخلال الأيام الماضية، تم تداول لائحة تضم زهاء 780 اسما للمغاربة العالقين بسبتة، حيث أفادت مصادر متطابقة أن السلطات المغربية رفضت تلك اللائحة واعتبرت أن سلطات سبتة تحاول إقحام قاصرين مغاربة وجزائريين ومهاجرين سريين لا علاقة بهم بالعالقين الذين يناهز عددهم ال300. هذا ويتواجد المغاربة العالقون بسبتة بشكل متفرق ما بين أحد المراكز المغطاة التي تم وضعهم فيها من طرف السلطات المحلية، وبين منازل السكان المحليين الذين تقاسموا مع بضعهم فضاء المبيت في عملية إنسانية، فيما اضطر آخرون إلى كراء شقق خلال هذه الفترة بعد إغلاق الفنادق. وفي نفس السياق، كشف محمد عبد المالك، رئيس جمعية "سكان سبتة"، أمس الأربعاء، أن عملية إعادة المغاربة العالقين بسبتةالمحتلة توجد في مراحلها الأخيرة، مشيرا إلى أن ما بين 300 و400 من العالقين منذ 13 من مارس الماضي سيتمكنون من عبور معبر “تاراخال” عبر مراحل. وأوضح عبد المالك في تصريح لوسائل إعلام بسبتة، أن العالقين سيتم إخضاعهم للحجر الصحي على دفعات بإحدى الإقامات السياحية بمنطقة "تامودا باي" بين المضيق والفنيدق، من أجل إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن فيروس كورونا. وأمس الأربعاء، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن جميع السيناريوهات المتعلقة بعودة المغاربة العالقين في الخارج "جاهزة"، مشيرا إلى أن عدد الذين تم تسجيلهم في اللوائح الخاصة بالقنصليات والسفارات، بلغ حوالي 31 ألف و800 شخص، قائلا: "كلهم أرادوا العودة لبلدهم وهذا من حقهم". وأوضح العثماني في مداخلته بمجلس النواب، أن الحكومة "اشتغلت على جميع سيناريوهات دخولهم منذ البداية، وأعددنا العدة كاملة من الألف إلى الياء في ظروف هذه الجائحة، وكيف يمكن التعامل في أحسن الظروف مع التحكم في انتشار الوباء وتأمين حماية دخولهم، والسيناريوهات جاهزة ونتمنى أن يكون الفرج لهم في القريب بإذن الله". وأمس أيضا، تظاهر مجموعة من المغاربة العالقين بالخارج، في وقفات احتجاجية متزامنة أمام عدد من قنصليات المملكة، للتنديد بما يعتبرونه "استمرار الحكومة المغربية في تجاهل أوضاعهم" وللمطالبة بإيجاد حل مستعجل يضمن عودتهم لوطنهم إسوة بعدد من دول العالم، وذلك في ثاني احتجاج موحد بعدما سبق أن تظاهروا يوم 11 ماي الجاري.