قال الفنان الكوميدي المغربي محمد باسو، إن القطاع الفني تضرر كثيرا جراء أزمة كورونا، مشيرا إلى أن عودة الناس إلى المسارح ستكون صعبة حتى مع انتهاء فترة الحجر الصحي، وذلك بسبب تأثر المغاربة نفسيا وماديا من الأزمة، إذ سيعمل الناس على القيام بالضروريات كالعودة للعمل المتوقف عند البعض منذ أشهر وكذا التواصل العائلي. وأضاف باسو، أنه ربما على الفنانين البحث عن منصات جديدة لتوصيل خدماتهم للناس داخل منازلهم، لافتا إلى أنه تلقى عرضا مؤخرا من أجل القيام بعرض كوميدي عبر تطبيق “زوم”، وأنه تفاجأ في البداية منه، لكنه رأى بعد ذلك أنها فكرة مقبولة، لأن الفنان تضرر أيضا من الأزمة وبحاجة للعودة لعمله. جاء ذلك خلال دردشة رمضانية، مساء أمس الإثنين، حول ذكريات مغاربة بين المغرب وأمريكا، استضافها موقع “العمق المغربي” وبثها على صفحته عبر فيسبوك وقناته بيوتيوب، وجمعته بالفنان حسن حكمون، ومدير نشر جريدة "العمق المغربي" محمد لغروس، والصحفي المغربي المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية محمد لحجام، والفنان بوعلي امبارك. وكشف الكوميدي المغربي، أنه يحضر في هذه الفترة لأطروحة الدكتوراه حول “الكوميديا بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية”، لافتا إلى أنه استفاد من منحة ويتابع دراسته الآن في أرقى الجامعات المختصة بالفن في مدينة نيويورك، تحت إشراف الكاتبة ريبيكا كربتن. وأشار باسو إلى، أن الفكاهة الأمريكية و المغربية تلتقيان كليهما في أنهما تبحثان عن التضارب والأخطاء والعيوب الموجودة في المجتمع من أجل تسليط الضوء عليها فوق خشبة المسرح لإضحاك الناس، موضحا أن الاختلاف بينهما يكمن في أن الكوميديا المغربية تحكمها مجموعة من الخطوط الحمراء التي تمنع الحديث في بعض المواضيع بحكم الثقافة السائدة، بينما الأمريكية تتمكن من التطرق لجميع المواضيع بما فيها الطابوهات سواء الدينية أو السياسية أو الجنسية وغيرها. واعتبر باسو، أن الجميل في الثقافة الأمريكية هو أنها تحتضن الآخر رغم اختلافه عنها، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الكوميديين الأجانب نجحوا داخل المجتمع الأمريكي، ومتمنيا أن يتمكن أحد الفنانين المغاربة مستقبلا من تقديم عرض كوميدي لفائدة الأمريكيين، مبينا أن هناك مجموعة من المفارقات التي يمكن أن يلعب عليها المغربي وتثير إعجاب الأمريكي وتضحكه كتلك الموجودة في الثقافتين من خلال عرض طريقة رؤيتهما المختلفة لبعض الأشياء. وأكد المتحدث خلال مداخلته، أن حرصه الدائم على استمرار تكوينه الأكاديمي جاء بسبب سعيه الدائم لتطوير نفسه، إذ يعتبر أن القراءة والإطلاع على الثقافات الآخرى ساعده على تغيرحياته بطريقة إيجابية ومكنه من تغيير نظرته للحياة وتطوير نفسه، وكذا أثر على أعماله الفنية.