“جميعا مع مقدمي الرعاية الصحية لنا , شكرا لكم جميعا, شكرا جزيلا بصدق لكل ما تفعلون, أنتم تخاطرون بحياتكم لإنقاذ الأخرين. أنتم تجسدون التضامن بجمع موهبة الذات والشجاعة, بالفعل أنتم أبطال”. شعار المبادرة الخيرية لجميعة الإصلاح الإجتماعي لمسجد الرحمن بهوت بيار بستراسبورغ . في لفتة إنسانية خيرية محضة في سابقة من نوعها, توسعا للنشاط الإجتماعي الإنساني المعتاد للجميعة و أمام تفشي ظاهرة القرن وباء الكرونا فيروس كوفيد , أرتات الجميعة أن لا تبقى مكتوفة الأيدي و تبقى متفرجة فخروجا من الأزمة ومساهمة منها في تقديم المساعدة, قامت بلمسة وفاء نحو فئة الجيش الأبيض لأسرة التمريض بمستشفى هوت بيار المرابط في أماكنه, المحاصر من جميع الجهات المقيد بين الواجب الإنساني و الضمير المهني و بين الواعز الأخلاقي و روح التضحية. إذ بات بين المطرقة و السندان لا هو متمكن من القيام بعمله بكل أريحية و سهولة ولا تمكنه من حق الراحة و الإستراحة و التفرغ للنوم و الأكل , ولا التخلي عنها مقررا في الأخير التفرغ التام لمحاربة الوباء و المساهمة في منع إنتشاره و تفشيه في أوساط المجتمع بمعالجة المرضى المصاربين به و التكفل التام بهم و السهر على راحتهم و صحتهم ليل نهار دون تقصير. وعرفان بالجميل نحو فئة مقدمي الرعاية الصحية للمجتمع من عمال وعاملات, فكرت الجمعية في القيام بهاته اللفتة إتجاههم في التفكير ما يمكن تقديمه لهم كمساعدة وما يحتاجون إليه والرفع من معنوايتهم وتحسيسهم في التفكير فيهم والوقوف إلى جانبهم, فلم تجد أحسن من تقديم وجبة غذاء لطبق الكسكسي لهم في يوم مفضل, خصوصا بعد قرار إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن التي يمكن التزود منا بالأكل وإقتناء ما يمكن جلبه لسد الحاجة في أماكن العمل التي لا يمكن لهم أن يبرحوها تحت أي حجة أو سبب. وذلك نظير تفانيهم اليومي الدؤوب دون كلل ولا ملل, في التجند والسهر على إنقاض الأرواح البشرية و محاربة فيروس كرونا كوفيد19. بحضور طاقم الجمعية و متطوعيها يتقدمهم الأستاذ عبد الحفيظ أكميم رئيس الجمعية وزعت لهم 100 وجبة غداء (الكسكس الشرقي) وذلك يوم الجمعة, اليوم المفضل و الجامع الشامل المميز لما يحمله من معنى و رمزية للطبق المفضل لجميع الجالية المغاربية برمتها و الذي لا يمكن التفريط فيه ولا الإستتغناء عنه و لا يمكن تقديم أي طبق غيره كعربون وفاء و شكر لأعز وأغلى الناس الساهرون على راحة و سلامة صحة المواطن عامة دونما إستثناء. مباردة لقيت إستحسان وشكر من مستليميها وترحيب و باتت تقليد راسخ سوف يعمل به في أزمة الكوارث و الأزمات مستقبلا , لفتة لقيت صدى واسع فاقت الحدود و التداول بين أوساط الجالية والمجتمع الستراسبورغي خاصة. إضافة للمباردة الطيبة قامت الجميعة في شق بعدها الإجتماعي بتوزيع مئات الطرود الغذائية والمساعدات العينية التي تتراوح ما بين 80 و120 طرد يوميا للأسر المعوزة والمحتاجة لتمكينهم من صيام شهر رمضان في أريحية خاصة أن كرورنا هاته السنة حرمتهم من إعداد مائدة إفطار الصايم. إذا عوضت الوجبات بطرود غذائية لهاته العينات المحتاجة منهم الطلبة الذين هم بعدين عن أهالهم وذويهم أو في وضع غير مستقر. للعلم كانت الجمعية من الأوائل المحرفزين الذين حثوا على التضامن و التأزر و السعي إلى التجنيد لمحاربة الوباء و المساهمة في القضاء عليه وعدم السماح بإنتشاره و تفشيه بين أوساط المجتمع وذلك بالتوعية و التحسيس و التحذير من الإصابة به وذلك من خلال دروسها اليومية و مواعظها بالمسجد قبل الدخول في الحجر الصحي و المنع وذلك من طرف فضيلة الشيخ الأستاذ علي حرازيم الذي خصص لها موضوع خطبتات الجمعة والسيد رئيس الجمعية شخصيا والأخوة صالح أربال و يحي و عبد المجيد وغيرهم من باقي المتدخلين الساهرين الحرضين على السلامة الصحية للجميع. إن هذه المبادرات الخيرية الإنسانية والإجتماعية جاءت في وقت لتبين من جديد للعالم أجمع المعدن النفيس الذي يتمتع به أبناء الجالية المغاربية عامة و رواد الحركة الجمعوية خاصة من نشاط وروح التضامن والتآزر والتعاون التي تميزهم دوما في ظل هاته المناسبات و المواقف الحرجة بنبل كرمهم وجودهم من مبادئ قيم وشيم السلف على خطى الأولين مصداقا لقوله تعالى ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خاصة ولحديث الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من فرج على أخيه كربة فرح الله عليه كرب من كرب يوم القيامة و من سعى في قضاء حاجة أخيه سعى الله في قضاء حاتجه. أشياء تثلج الصدر وتفرح القلب والروح، هذا بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي لا تغفل عنها الجميعة في كل مناسبة، ناهيك عن المساعدات اليومية التي لا تتوقف على مدار السنة. * الحاج نورالدين بامون ستراسبورغ فرنسا