صدق القائل عندما قال أش خاصك يا العريان، مهرجان ديال التبوريدة يا مولاي، علما بأن المدينة كادت أن تلقب بمنطقة العطش، ففي كل مرة تأتينا أخبار كالصواعق حول هذه المدينة المسكينة، كثيرا ما نسمعهم يرددون الحكامة الجيدة، و ترشيد نفقات الدولة، هل هي حقيقة أم مجرد شعارات تستهلك وللمواطن تهلك. زاكورة مدينة هشة مهمشة قهرتوها بسياسة التقشف، كم يبلغ عدد الدواوير بالإقليم؟ فهل فكرتم في حاجياتهم الضرورية؟ فسكانها بدون تغطية صحية، ويعانون من البرد في كل صبحية وأمسية، أطفال المنطقة يعانون من شتى أنواع الأمراض، ها البيري بيري، ها بوصفير ها بوحمرون والمجلس البلدي ضربو على المهرجان الجنون، إنه مغرب الغرائب و العجائب، أتساءل كباقي المواطنين الغيورين عن مصير هذه المنطقة المحگورة، كم تبلغ ميزانية هذا الفيستڤال ديال البغال؟ يا سكان درعة هل توفرت لكم الضروريات حتى يهدر هذا المال (350مليون) في الكماليات؟ زكورة تحتاج مهرجانات بصيغة أخرى نذكر على سبيل المثال لا الحصر: - مهرجانات في الصحة، فسكان المنطقة يعانون من أمراض خطيرة تقتلهم في صمت، يريدون مستشفيات للعلاج، مجهزة بموارد بشرية هائلة وأدوات طبية تنسجم وروح العصر، فكل مصحات المنطقة هياكل بدون روح، بنايات مزركشة تحمل إسم وزارة الصحة، والمواطن إن أراد أن يقيس ضغط الدم عليه أن يسافر لمدينة ورزازات أو مراكش! واش ماشي الصحة أولى من المهرجان، إن كُنتُم تفقهون فقه الأولويات و مراتب الأعمال. - مهرجانات في التعليم، فعدد المدارس التى أنشئت منذ عشرين سنة، محصور على رؤوس الأصابع، ناهيك عن غياب الجودة، أما نسبة الأمية فحدث ولا حرج، شنو أفضل واش مهرجان أو فرع لجامعة تابعة لمراكش أو أكادير!؟ من أجل تخفيف معاناة الساكنة من مصاريف متابعة الدراسة، و كلنا عشنا هذه الآلام. - الساكنة تريد مهرجان للمياة العذبة (الما الحلو)، بالله عليكم سكان المنطقة يدفعون فاتورة الماء غالية على نوعين، الماء الحلو ديال لعوينة، والماء المالح ديال الدولة، أليس من الأولى تصفية الماء الصالح للشرب، وتقديمه لسكان زاكورة لإرواء عطشهم منذ سنوات عجاف. - الساكنة تريد مهرجان يهتم بمنتوجها المحلي وتشجيع المنتجين، فمع توالي الجفاف تضررت الفلاحة بالمنطقة، فعندما يذكر التمر تذكر معه منطقة زاكورة، فماذا أعددت الدولة لهذه الثروة الوطنية، كم هي أعداد النخيل الذي تم اغتصابه وتهجيره؟ وكم عدد النخيل الذي فارق الحياة بسبب إهمال الوزارة المعنية. - الساكنة تريد مهرجان يهتم بكرامة مواطنيها، لا للظلم، لا للعنصرية، لا للفساد، نعم للمصلحة العامة للمنطقة، وألا تفصل المنطقة عن المغرب النافع سياسياً، واقتصادياً، واجتماعيا، يكون المواطن الشمالي والجنوبي سواسية في الاستفادة من خيرات الوطن. الساكنة تريد مهرجانات النهضة الشاملة لكل مناحي الحياة، وكفاكم من الاستهتار بالمواطن الزاكوري، وحكموا عقولكم فإن زاكورة تريد الرجال وليس الفستيڤال. وأخيراً لدي سؤال بريء، ما هو نصيب هذه المنطقة من 55 مليار علما أن زاكورة عالم قروي عنوانه الهشاشة في كل شيء؟