أجمعت عدد من التفاعلات التي استقتها "العمق المغربي" على استهجان وصول إلياس العماري إلى الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال أشغال المؤتمر الوطني الثالث الذي تم تنظيمه بمدينة بوزنيقة نهاية الأسبوع الماضي. تعليقات السياسيين والمحللين منها من اعتبر تقلد العماري لمنصب الأمين العام لحزب الجرار، ب"الستاليني" نسبة إلى الديكتاتور ستالين، ومنها من وصفه خروج "الفاشية لتطل برأسها"، وأنه تقلد المنصب للبقاء فيه سنوات طويلة، في وقت شبهه أحد برلمانيي حزبه، في تصريح مثير، بالزعيم الاشتراكي "المهدي بنبركة". أفتاتي: الفاشية تطل برأسها في أول تعليق على تقلد إلياس العماري منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بالمؤتمر المنعقد بمدينة بوزنيقة، وصف البرلماني والقيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي الحدث بقوله "الفاشية تطل برأسها". وأضاف أفتاتي في تصريح ل "العمق المغربي"، أن حزب الأصالة والمعاصرة سيتحول إلى "معسكر وثكنة، تضبط عناصرها بالحديد والنار"، وتوجههم لمواجهة من أسماهم "خصوم الفساد والاستبداد"، وكذا توجيههم إلى عرقلة الانتقال الديمقراطي. وقال المتحدث أن إلياس العماري يصعب عليه أن يتحكم في الناس ويعبئهم للبقاء في المعارضة لولاية ثانية، لذلك "سيضبط بالحديد والنار"، على حد وصفه. واعتبر القيادي في حزب المصباح أن "خصوم الانتقال الديمقراطي" فاتهم القطار، وأن إرادة الشعب المغربي كانت واضحة سنة 2011 وتوطدت في انتخابات 4 شتنبر 2015، مضيفا أنه "من المؤكد أن التشريعات المقبلة ستحسم الأمر لصالح الانتقال الديمقراطي". السحيمي: مؤتمر ستاليني وصف المحلل السياسي مصطفى السحيمي، مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الذي انتخب إلياس العماري أمينا عاما، ب"المؤتمر الستاليني"، في إشارة إلى الديكتاتور الشيوعي ستالين الذي قاد الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية. واعتبر الخبير في القانون الدستوري، في حوار مع جريدة "أخبار اليوم"، أن حزب الأصالة والمعاصر يواجه مشكل الزعامة، إذ عرف 4 أمناء عامين في ظرف 6 سنوات فقط، "وهو ما يعكس غياب الاستقرار بهذا الحزب" حسب قوله. السحيمي، قال إن "البام" حزب ذو طبيعة انتخابية، حيث "نجح في وضع شبكة فعالة لجمع الأصوات في ظروف يعلمها الجميع"، مشيرا إلى أن الحزب لم يتقدم حتى الآن سوى بمقترحات تتعلق بحذف عقوبة الإعدام وتبنيه لمطلب تقنين زراعة الكيف، يضيف المتحدث. وتساءل المحلل السياسي عن هوية "البام"، مشيرا إلى أن الحزب يقول عنه نفسه أنه يتموقع في وسط اليسار باعتباره حزبا اشتراكيا ديمقراطيا، "وكذلك يقول حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري"، لافتا إلى أن الحداثة ليست مشروعا سياسيا، "فالاتحاد الاشتراكي محمولة عنده منذ نصف قرن" وفق تعبيره. يُذكر أن عملية انتخاب إلياس العماري أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، تمت في ظرف 20 ثانية، وهو ما اعتبر سابقة من نوعها في العالم. ضريف: أمين عام لسنوات قال محمد ضريف، الأمين العام لحزب الديمقراطيون الجدد، إن الباميين اختاروا إلياس العمري أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة ليبقى على رأس الحزب لسنوات، وهو الاستنتاج الذي بناه ضريف في تصريح ل "العمق المغربي" على عدة مؤشرات منها عدد الأمناء العامين الذين تعاقبوا على أمانة "البام" في فترة وجيزة. ضريف اعتبر أن ظفر العماري بأمانة "البام" كان متوقعا، بالنظر إلى مسار هذا الحزب، مشيرا إلى أن الرجل كان يتحرك وكأنه أمينا عاما وليس نائبا للباكوري مصطفى وهو ما يؤكده حضوره في الإعلام، بل حتى رئيس الحكومة يتابع ضريف عندما يهاجم "البام" فإنه يهاجم إلياس العمري، وكلها دلائل بالنسبة لضريف تدل على أن الرجل كان يشتغل في الضوء وليس في الظلام عكس ما يقول البعض. وحول مستقبل العلاقة المتوقعة بين حزبي العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة قال المتحدث إن "البام" أعلن منذ البداية مواجهته ل"البيجيدي" وهذا الأخير واجهه على ذات الأساس. وأضاف ضريف أن العداء السياسي والإيديولوجي بين الطرفين هو جزء من وظائف اللعبة السياسية، وأنه إذا اقتضت مصلحة الحزبين مستقبلا التعاون بين الحزبين فإن ذلك غير مستبعد. بنسعيد: العماري يشبه بنبركة في تصريح مثير، شبه البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، المهدي بنسعيد، الأمين العام للحزب إلياس العماري، بالمهدي بنبركة، وهو التشبيه الذي أثار حفيظة العديد من الاتحاديين، حيث أمطروا بنسعيد بوابل من الانتقاد والتعليقات الغاضبة. وقال بوسعيد في تصريح لأحد المنابر الإعلامية الفرنكفونية، يوما بعد تولي العماري الأمانة العامة ل"البام"، إن العماري لديه ما يؤهله ليصبح من القادة الكبار مثل المهدي بنبركة. يذكر أن إلياس العماري انتخب أول أمس الأحد، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة بإجماع المجلس الوطني، بعدما كان المرشح الوحيد للمنصب، في مدة زمنية لم تزد عن 20 ثانية، وهي الخطوة التي قوبلت بسخرية واسعة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي. كما يشار إلى أنه تم انتخاب فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة للمجلس الوطني لحزب الجرار، بعد انسحاب البرلماني عن نفس الحزب عبد اللطيف وهبي من سباق الرئاسة، بعدما اكتشف أنه مجرد أرنب سباق كما علق كثيرون.