في أفق الدورة 13 للمعرض الوطني للكتاب رغم المرارة والشعور بالجن جراء إقصائهم من المشاركة في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، ينكب الكتبيون على الإعداد للدورة الثالثة والعشرين للمعرض الوطني للكتاب المستعمل، الدورة التي اختاروا لها شعارا دالا على انخراطهم التام في الشأن الثقافي والعمومي للبلاد: ” الثقافة في قلب النموذج التنموي”، والتي يعملون على أن يجعلوا منها دورة متميزة في مسيرة المعرض. وبالمناسبة يصر الكتبيون على توضيح أنهم قد طووا صفحة ما حدث خلال المعرض الدولي وأنهم قد استخلصوا دروسها بدليل أنهم تراجعوا عن تنظيم أي احتجاج وتجنب أي تصعيد خلال فعالياته، لأنهم واعون بأهمية تلك التظاهرة تربويا وثقافيا وبمركزيتها في الصورة العامة للبلاد، كما أن الكتبيين لا يحملون أية صغينة لأي جهة كانت ويعتبرون أن العمل الثقافي هو عمل تكاملي لجميع مكونات المشهد الثقافي، ما دام الهدف واحدا رغم اختلاف المناهج والطرق، هدف تثقيف المجتمع والرقي بأفراده وبمعارفهم وأذواقهم. تلك إذن هي التوجهات والمبادئ المتحكمة في عمل الكتبيين والتي نصر على توضيحها مرارا، وهي التي توجه اختباراتهم، خصوصا في اختيار العناوين الكبرى لدورات المعرض الوطني للكتاب المستعمل، الذي ستكون دورته القادمة مناسبة للاستماع إلى أصوات عدد من المثقفين والباحثين فيما يخص النموذج التنموي الذي نريده لبلادنا. إن الجمعية البيضاوية للكتبيين وشركاؤها في تنظيم المعرض الوطني للكتاب المستعمل، يدعون الوزارة الوصية إلى الزيادة في الدعم المادي لهاته التظاهرة نظرا لأنها تزداد أهمية وإشعاعا سنة بعد أخرى، ولأن مثل هاته المناسبات هي من الفرص التي تجعلنا نكسب قراء جددا وبالتالي نضمن فرصا أكثر للنهوض بالصناعة الثقافية وبصناعة الكتاب على الخصوص، لذلك فإن الكتبيين يعتبرون أن جميع الفاعلين الثقافيين، من مؤلفين وناشرين وموزعين شركاء في هاته العملية. قد تبدو بعض طروحات الكتبيين مثالية أكثر من اللازم، ومرد ذلك هو كونهم يؤمنون بأن أي نهضة ثقافية أو معرفية خلفها بالضرورة رؤية مثالية، وإذا ما انعدمت تلك الرؤية فلنقرأ السلام على الثقافة وعلى كل ما تمثله من قيم وهوية وأهداف تنموية في عالم تتجاذبه صراعات وتجاذبات هي في العمق ثقافية قبل أي شئ آخر. * رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة