على مدار أربع سنوات نفذ ترمب 90% من خطة تصفية قضية فلسطين (صفقة القرن): اعترف بالقدس عاصمة للكيان، أوقف تمويل وكالة اللاجئين، طرد سفير فلسطين من واشنطن و أقفل مكتب منظمة التحرير، اعترف بضم (إسرائيل) الجولان و شرع بناء المستوطنات. اليوم حان وقت تقديم ال10%: مقابل ماذا سيبيع الفلسطينيون تضحياتهم، حاضرهم و مستقبلهم؟ 50 مليار دولار تساهم السعودية بجزء كبير منها إلى جانب دول عربية أخرى هي الإمارات و البحرين. مصر ستقدم قطعة أرض على امتداد 1000 كيلومتر محادية لرفح، تكفل السيسي بتهجير أهلها على مدار سنوات بحجة محاربة الإرهاب. الأردن يتنازل عن رعايته المقدسات لتدخل خزينته دفعات مليارية يتلقاها من السعودية، و حصة من مشروع مدينة نيوم (الذكية) إلى جانب مصر. السعودية منحت “مكانة دبلوماسية” تتمثل في رعاية مرحلة انتقالية من المفاوضات المباشرة حول سبل التنفيذ ممتدة ل3 سنوات، ما يذكر بمراحل اتفاقية أوسلو الانتقالية : 5 سنوات ثم 5 سنوات…إلى حين موتها سنة 2014، و المستفيد الأوحد كانت إسرائيل التي بسطت يدها على 70% من أراضي الضفة، و زرعت 500 ألف مستوطن، مقابل أقل من 100 ألف قبل الاتفاق. فلسطين ستكون دويلة شبيهة بالفاتيكان دون سيادة و لا سلاح، على 70% من أراضي الضفة (نظريا) مع (عويصمة) ميكروسكوبية على بلدة ك(أبوديس) أو غيرها، و على مساحة لا تتعدى 5 كيلومترات مربعة. القدس ستبقى عاصمة موحدة للكيان المحتل بما فيها المدينة القديمة و الحرم القدسي، مع بناء جسر يربط بين مناطق الفلسطينيين في الضفة و القطاع. إسرائيل تظل دولة نقية لليهود في مقدمة لتقسيم المنطقة رسميا إلى دويلات على أساس طائفي و ديني و عرقي: يهود، عرب، امازيغ، دروز، سنة، شيعة، أكراد، إيزيديين… مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تحل خارج إسرائيل و داخل الدول المستضيفة، مع تمويل خليجي لتوطينهم و تجنيسهم و توظيفهم، كما تشرع (إسرائيل القوية الخالصة ) في إقامة علاقات حيوية مع دول عربية مهترئة، ضعيفة و مفتتة. منذ إعلان دولة الاحتلال كان هدفها الامتداد من النيل إلى الفرات، على أن يكون قلبها فلسطين و امتداداتها بلدان مفتتة يحكمها عملاء بالوكالة و هو ما يظهر اليوم بشكل جلي. صفقة القرن انطلقت قبل 102 سنة بإعلان وعد بيلفور، و كل ما ممر خطوات تنزيلها على أرض الواقع. ترمب جاء ليدق آخر إسفين في قضية فلسطين بتسريع تنفيذ الخطة برعونة و بتمويل عربي خالص، بدل إخراجه من جيوب دافعي الضرائب في واشنطن و نيويورك و غيرها. و السلام…ختام! جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة