على هامش اعتقال بوذا غسان…. احرق قلمك يا غسَّان! احرق قلمك يا غَسَّان.. وامسح كلَّ تدويناك التي تبدأ بصباح الحرِّية والانعتاق.. حملكَ الحلم بعيدا يا فتى اجلموس.. ونامت عنك أعين المخزن طويلا.. فصباح الكاشو.. وإعادة الترابي! صباح جورج اوريل.. والغرفة 101 .. صباح الوحدة الاضطرارية في زنزانتك الانفرادية.. صباح عزلك عن العالم.. صباح الضسّ وبرد يناير يخترق جلدك الأسمر.. صباح لن تزورك فيه غير وجوه الكادحين والمهمَّشين والعاطلين الذين حملت قضاياهم في الميادين.. والذين لا يملكون نصرا لأنفسهم.. فكيف ينصرونك ويقوُّون ظهرك؟ تموقعتَ خطأً يا فتى اجلموس.. ومدخلتيش سوق راسك.. فكانت كل القضايا قضاياك.. كلُّ أركان المغرب المنسي شاهدة عليك.. وجدناك مع العمال..الكادحين..المجازين المعطلين..بائعي الخضر..مع الشباب..مع المسنين..مع ريافة..كازاوة..الرباطيين الخنيفريين..و..و..و..انت الباحث أبدا عن قضية تنصرها..المتطلع إلى النور..في زمن صارت الأغلبية تؤمن بعقيدة الظلام! حتى أن بعضهم صار يدافع عن ظلامه في استماتة، ويرجمك انت النقمة/الضوء/الخطيئة… فتبًّا لك يا غسَّان.. لِمَ لَمْ تتعلَّم كنحن دفن راسك كالنعامة في الرِّمال، واستساغة الظلام..والتغني بألوانه وظلاله وجماله؟ لِمَ اخترتَ التَّموقُعَ يا غبي إلى جانب من لا ظهر ولا سند لهم؟ لم اخترتَ الموقع الخطأ؟ وقرأت القصائد الخطأ؟ وتواجدت في الأماكن النِّضالية الخطأ؟ وكتبت التَّدوينات الخطأ؟ أما سمعتَ بالمخطَّط الاخنوشي لإعادة التّْرابي؟ لقد بدأت زراعة الخوف..فاعلن توبتك فورا وعلى الملأ… تبرَّأ من كتاباتك ونضالاتك واشعارك… إرمِ كتبك الثَّورية يا غسَّان.. فقد اتبعت دينا جديدا.. وقد يكون مصيرك الحريق! قل لهم أن العام زين.. وأنَّ اجلموس أجمل قرية في العالم… وأنكم هناك في نعيم مقيم في حضن وطن عادل يسع الجميع.. اعترف غسان أنك كنت قليل الترابي.. وانت تطوف في المدن والدواوير والمداشر…تريد رسم وطنٍ منيرٍ قد يعمي عيوننا التي اعتادت الظلام.. اعترف بجرائمك وحرائقك في حق الوطن.. علَّ رحمتهم تنقذك من برد الزنزانة.. وتحملك إلى دفء المانطة إلى جوار أمك التي أنهكها غيابك.. ولا تتكلم عنا.. ارجوك.. فإنَّا-غسان- بألف ألف خير…! جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة