في أول تعليق لها على اعتقال ومحاكمة ابنها الناشط والصحافي عمر الراضي، بتهمة “إهانة قاضي”، طالبت والدته في رسالة مؤثرة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بإطلاق سراحه، حيث قالت: “رجائي أن يعود لي ابني حرا طليقا. فلا حياة لي بدون عمر”. وقالت والدة عمر الراضي، إنها فخورة به بقدر ما هي حزينة أيضا، مضيفة بقولها: “حزينة لأنني أعرفك طائرا حرا لا يستطيع الآن التغريد والصدح في الفضاء الحر. حزينة وأنت الآن في زنزانتك وحيدا لليلتك الثالثة، نفتقد قفشاتك وابتساماتك. يفتقدك عودك الذي لم يعد يرنم وقيثارتك التي سكتت وانزوت في ركن تنتظر أناملك الرقيقة والحنونة”. ومما جاء في الرسالة، “حزينة لأنني افتقدت سماع كلمة mamati التي تناديني بها بكل حنو وتربث على كتفي بلمسات خفيفة لتحضنني وتعاتبني قائلا: يجب أن ترتاحي، لا تعملي كثيرا ماماتي.. ولدي الغالي الحنون… آه كم أفتقدك”. وشددت على أنها “فخورة لأنني أرى بأنني لست الوحيدة التي تعشقك وتعزك فالكثيرون يحترمونك ويقدرونك. فخورة لما أراه من التضامن والتآزر بين أصدقائك وأقربائك وكل من سمع بك وبأعمالك”، مضيفة بالقول: “هاتفي لا يتوقف عن الرنين وعن التوصل بالرسائل القصيرة من كل الناس الذين حركهم اعتقالك”. وأنا أكتب هذه الكلمات، تضيف والدة عمر الراضي، “يخطر في بالي المعاناة والمرارة التي تحس بها أمهات المعتقلين. المرارة والغصة التي تقف في الحلق وتجثم على الصدر وتمنعه من التنفس”، مشيرة بقولها أن “الأمهات سجينات كما أبنائهن وأكثر في غياب أي تواصل أو معلومات تشفي الخاطر”.