تلقى الشارع المغربي خبر إدراج عنصرين ثقافيين غير ماديين، بترحيب عال وفخر يستوجب الوقوف عنده، فقد تم إدراج فن و موسيقى كناوة كتراث ثقافي غير مادي في قوائم منظمة التربية والثقافة والعلوم أمس الخميس 12 من دجنبر، بعد أن تم إدراج المهارات المرتبطة بالممارسات والتقاليد لشجر النخيل في ملف مشترك ضم عدد من الدول العربية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وتعتبر موسيقى كناوة شكل من أشكال التعبير الشفهي والفنون وعروض الأداء، التي يشتهر بها المغرب، و يجمع كثيرون من الدارسين لهذا العنصر الفني على تسميتها موسيقى العبيد، الذين جاؤوا من إفريقيا واستقروا بالمغرب. تعتمد كناوة على موسيقى ذات إيقاعات قوية، كما باتت مزيجا من الإرث الفني الأفريقي والأمازيغي والعربي، ويعزف الكناويون موسيقاهم بآلات هي: القراقب النحاسية والكمبري والغانكا (الدربوكة) والبانجو الوتري. إن هذا الحضور المغربي الذي يتعزز بهذه التصنيفات والتي سبقها كذلك إدراج كل من الطبخ المتوسطي و مهرجان حب الملوك و المهارات المرتبطة بشجر الأركان وفن الصقارة و مهرجان الطنطان، ليشكل عنوانا عريضا للحضور البارز للهوية والثقافة والتراث المغربي في العالم و الإنسانية. هذه التصنيفات الجديدة والتي تلقها المغاربة بفخر واعتزاز، تجعل منا كباحثين أو مسؤولين أو فعاليات مدنية، أمام مسؤولية هي مسألة الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة بما يضمن استمراريتها من الاندثار أمام الزحف الثقافي الذي يحاول تنميط الثقافة والهوية في العالم، بآليات ووسائل حديثة وإمكانيات كبيرة وضخمة، خدمة لأجنداتهم. * باحث في التراث الثقافي غير المادي