في ظل التطورات الحقوقية و الأمنية التي شهدها المغرب منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، انطلاقا من المفهوم الجديد للسلطة، مرورا بإحداث هيئة الانصاف و المصالحة، وصولا إلى دستور 2011 كدستور للحقوق و الحريات، الذي تم من خلاله دسترة حقوق الانسان كما هي متعارف عليها عالميا، علاوة عن تكريس ضمانات المحاكمة العادلة، و إعمال مبادئ الحكامة الأمنية بكل ما تقتضيه من شفافية و مساواة و محاسبة و مشاركة. فتحت الجامعة المغربية تخصصات في العلوم الأمنية و الجنائية، كما هو الحال بالنسبة لماستر الأمن و تدبير المخاطر و مختبر البحث في الديناميات الأمنية بكلية الحقوق سطات. لكن هذا غير كاف، فبات من الضروري إنشاء جامعة للعلوم الأمنية تعنى بالتعليم العالي والبحث العلمي و التكوين و التدريب في المجالات الأمنية. جامعة تتوفر على جميع التخصصات الأمنية (الأمن الانساني) تجمع بين النظري و التطبيقي يحصل من خلالها الطالب على الاجازة و الماستر و الدكتوراه في تخصصات مختلفة و متنوعة. خصوصا فيما يتعلق بالمحافظة على النظام العام و مكافحة الجريمة و الإرهاب، و تدبير الأزمات، و تخصصات في العلوم الجنائية ( الأدلة الجنائية و العدالة الجنائية، الطب الشرعي)، و تخصصات في الأمن المعلوماتي و السيبراني… جامعة من شأنها أن تنجب لنا كفاءات و أطر قادرة على تدبير الشأن الأمني بالمغرب، من خلال وضع و تطوير السياسات العمومية الأمنية والاستراتيجيات و تحليل المعلومات الأمنية و الدراسات المستقبلية التي تتماشى مع متطلبات المواطنين و التحديات و التهديدات الأمنية المستقبلية. هذه الكفاءات و الأطر الأمنية يمكن أن يستفيد منها المجلس الأعلى للأمن كمؤسسة دستورية مهمتها التشاور بشأن استراتيجيات الأمن الداخلي و الخارجي للبلاد، و تدبير حالات الأزمات، و السهر على مأسسة ضوابط الحكامة الأمنية الجيدة ( الفصل 54 من دستور 2011)، عن طريق حضورها المفيد لأشغال المجلس. و مما لا شك فيه ان المغرب من الدول الرائدة في مجال مكافحة الارهاب و التطرف، لهذا يجب ان يكون للجامعة إشعاع دولي، منفتحة على التجارب الدولية بتطوير علاقاتها مع الدول الرائدة في المجال الأمني، وتبادل الخبرات فيما بينهم، فضلا عن عقد ندوات علمية و أكاديمية وطنية و دولية، ناهيك عن جلب أساتذة أجانب متخصصين في الدراسات الأمنية و حقوق الانسان و العلاقات الدولية و العلوم السياسية للاستفادة من خبراتهم. * طالب باحث بماستر الأمن و تدبير المخاطر بجامعة الحسن الأول – سطات