انصت مؤخرا لمقطع على اليوتوب للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، مقتطف من أحد خطبه، ردا على بعض من قالوا في حقه كلمات مسيئة من قبيل “الحسن السفاح” حيث قال بالحرف : “واش المغاربة رجعوا خفاف…رجعتوا دراري؟ وصلنا لهذا الحد….وصلنا بواسطة الأطفال و الأوباش”، كلمات تبعها مصطلحات أخرى من قبيل “قلة الحياء”، التي وصف بها الملك الراحل، في غضب شديد، هذا الفعل السخيف لبعض المارقين والخوارج، الذين أحدثوا مجموعة من الإضطرابات سنة 1984 في مدن الشمال ومراكش. وأنا أدون هذه الكلمات لم أجد ردا أقوى على ما جاء في اغنية “عاش الشعب”سوى العبارات المنقولة عن المغفور له الحسن الثاني، التي تعبر في عمق عن مدى حقارة من كتب الأغنية، مجموعة من الرويبضة الذين تحدث عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل حيث قال في حقهم : “سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: “من الرويبضه يارسول الله؟” قال: “التافه يتكلم في أمر العامة”. للأسف الشديد هذا المقطع الموسيقي لقي تعاطفا من بعض من أصابتهم المراهقة الفيسبوكية ، الذين لا يحسنون حتى ربط احزمة سراويلهم، والذين ينجرون وراء المدرسة الكولومبية ذات المواضيع التي لها صلة بالذات الإلهية أو الملك أو بعض القصص الغامضة أو الجنس، تلك المواضيع التي تفتح المسكوت عنه بغرض الفضيحة والمطالبة بالشهرة الزائفة “بوز”، حتى لو كان ذلك عن طريق البول في المساجد، دون مراعاة لقيم المجتمع وخصوصياته. إن مقدمة كلامي ليست إعتباطية، ولم تأتي من فراغ حين وصفت هؤلاء بالرويبضة لأسباب أولها : من هؤلاء المغنون أصلا الذين يتكلمون بإسم الشعب ومن اعطاهم توكيلا بذلك، لأني لا اظن أن أحد من العقلاء يمكن أن يوكل مثل هؤلاء لدفاع عن حقوقه، لسبب بسيط وظاهر على سيماهم مجموعة الاوشام والعاهات المستدامة تدل بلا شك على انهم من أرباب السوابق العدلية والحشاشين، الذين ليس لديهم لا شغل ولا مشغلة ولا مدخول سوى اليوتوب الذي اصبح منصة لكل من هب ودب لتطاول على الاشخاص الشرفاء، كل هذا من أجل حفنة من المشاهدات ولجني المال والطوندونس كما زل بذلك لسان إثنين منهم، دون ان نغفل ايضا نظرية المؤامرة التي تظل ورادة في حالة ثبوت تورط هؤلاء الحمقى في تلقي أي تمويل من دول أخرى، بغرض شق الصف الفكري للمغاربة. ثانيا وهو الاهم اوجه سؤالي لهم من سيحكم المغرب إذا رحل الملك؟ سيحكمه مجموعة من الرويبضة أمثالكم الذين لا يعرفون الفرق بين حرف الواو وعصا الطبال في امور السياسة والإقتصاد، مجموعة قادرة على بيع المغرب بساكنته من أجل إنتهازيتها ورفاهيتها الذماغية (الحشيش والسكر….) لا تفكر إلا في إشباع رغباتها دون موجب شرع ولا قانون. ام سيحكمه السياسييون الحاليون الذين نعرفهم جيدا ونعرف تاريخهم الاسود في النضال وكيف وصلوا إلى سدة القرار داخل احزابهم، والذين اثبت نظراؤهم في جل القطران العربية فشلهم، من خلال تزكية مبدأ الحزب الواحد وتزوير الإنتخابات، التي تظل دون مشرف حقيقي على نزاهتها مما سيجعل السلطة تتداول في يد حزب حاكم واحد دون غير، كما كان الحال مع الحزب الوطني في مصر أيام حسني مبارك. أم سيحكمه العسكر الذين إذا خرجوا من تكناتهم فويل لكم منهم، هؤلاء الذين ينعتون المدنين ب”الكلاب” فما عساهم يفعلون بنا إذا تربعوا على كرسي القيادة، ولعلكم تتابعون ما يجري في كل بقعة عربية يحكمها العسكر، نظام ديكتاتوري إستبدادي لا يعرف شفقة ولا رحمة، لا يعترف سوى بلغة البنادق والقتل بالجملة من اجل التمسك بكرسي الحكم. أم سيحكم المغرب تلك الجماعات الإسلامية بمنطقها أنا ومن بعد الطوفان، منطق لا يعترف بالوطن ويبني علاقته مع الآخر على أساس إيديولوجي بائد، منطق لا يعترف إلا بمن ينتمي لعشيرته أو جماعته أما البقية فإلى الجحيم، تلك الجماعات التي تتلون كالحرباء “مع الغالبة” ويتكلمون في واد وفعلهم في واد آخر، دون أن ننسى شقها التكفيري الذي يطبق على كل من خالفهم في الرأي. أم سيحكمه الإنفصاليون الذين لا يعترفون لا بدين ولا هوية وطنية، ولكن بالعرق مثلهم كمثل نازية هتلر وأمثاله من القتلة والسفاحين، فهؤلاء الإنفصاليون إذا ما أخذوا مقاليد الحكم فتأكدوا أنهم لن يرقبوا فينا إلا ولا ذمة،حيث يرون بأن عرقهم هو الأسمى، وان مفهوم البقاء لا يليق إلا بهم سينحون كل شركائهم في الوطن وسيدخلوننا في حروب أهلية لا قبل لنا بها. أقول إتقوى الله فالملك هو من عند الله يؤتيه من يشاء وقد اعطاه لهذا الرجل الشديد الحرص على مصلحة هذا الوطن، وبدل تلفيق الاكاذيب والإشاعات دون دليل يذكر من خلال نقل كلام المقاهي وما يقال تحت الحيطان وعبر الصفحات الفيسبوكية الحاقدة، كان الاجدر بكم ان تدعوا له بموفور الصحة وسداد الرأي مصداقا لقول الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : ” لو أن لنا دعوة مستجابة ما صيرناها إلا للإمام…فصلاح الامام صلاح للعباد والبلاد”، في دولة لا تحتوى لا على غاز ولا بيترول ومع ذلك نعتبر منافسيين أقوياء لمن لديهم ولغيرهم، والمغرب تحت قيادة الملك محمد السادس يسير على الطريق الصحيح رغم المشاكل والمعيقات التي تعترضه، والتي لا ينكرها إلا جاحد، لكن ليس بهذه الطريقة نحلها، نعم نسلط عليها الضوء، وننتقذ التقصير الحاصل في حلها، بل ونطرح حلول عملية لها، فنحن كلنا شركاء في هذا الوطن أما السب والشتم وقلة الحياء والادب فلن ولم تكن يوما من شيم المغاربة الحصفاء.. تحياتي