لم يكن يتوقع المخرج الأمريكي كونتن تارانتينو أن فيلمه الجديد ” ذات مرة في هوليود” سيتم منعه من العرض في الصين الشعبية، كما لم يخطر على باله أن السبب يرجع إلى شكوى تقدمت بها شيرين ابنة الأسطورة بروسلي إلى سلطات بلادها تشكو فيها من الطريقة الكاريكاتورية المذلة التي قدم بها الفيلم الممثل الأسطورة بروسلي، وهي تقصد بذلك المشاهد التي قدمها تارانتينو حيث يظهر بروسلي وهو يغالي في الافتخار بنفسه متحديا بذلك الممثل الأمريكي براد بيت من خلال قدراته ومهاراته الرياضية، إلا أن هذا الأخير يقضي عليه في ظرف وجيز. ولعل المشاهدين لفيلم” ذات مرة في هوليود” لاحظوا أن التعامل مع شخصية بروسلي كان سلوكا عنصريا إذ تم إبراز جميع الشخصيات التي عاصرته والتي لها تاريخ في هوليود بشكل مشرف إلا بروسلي فقد تم تقديمه في لوحات ملأى بالسخرية والاحتقار. المثير في الأمر أن السلطات الصينية قد استجابت لطلب شيرين وأصدرت قرارا يقضي بمنع عرض الفيلم الذي كان مقررا أن يعرض في الخامس والعشرين من هذا الشهر. بل وأمرت بحذف الخمس دقائق التي تنسف تاريخ بروسلي نسفا لكونها تخالف كلية ما كان عليه الرجل. وبعيدا عن المنطق المادي الذي عادة ما يتحكم في استراتيجيات العمل، سايرت كل من شركة “صوني” وشركة “بونا” الصينية كموزع، القرار انحيازا لبلدها ولبطل تراه قد وقع اسم بلاده في السينما العالمية، ولازالت أفلامه تلهب الجماهير أجيالا تلو الأجيال. فطالبت كلا الشركتين من المخرج تارانتينو أن يقوم بحذف اللقطات المزيفة التي لا تعبر عن حقيقة بروسلي السينمائية. إلا أن الطلب قد رفض وأصر تارانتينو على عرض الفيلم كما هو. فهل كانت ستفعل الدول العربية نفس ما قامت به دولة الصين دفاعا عن أحد أبطالها لو تم التلاعب بتاريخه المجيد والمشرف الذي جعل اسمها عاليا بين الأمم؟؟ أم أنها ستقبل الذل لأنها ألفته ونشأت عليه؟؟