أعاد إعلان القيادي بحزب التقدم والاشتراكية، أناس الدكالي (وزير الصحة الحالي) تشبثه بالحكومة، بالرغم من موقف حزبه الرافض للاستمرار ضمنها، إلى الأذهان سيناريو الوزير محمد الوفا الذي اختار الاستمرار في حكومة عبد الإله ابن كيران الثانية رغم خروج حزب الاستقلال منها. وكان محمد الوفا قد رفض الامتثال لقرارا برلمان حزب الاستقلال خلال ولاية حميد شباط سنة 2013 بتقديم استقالته من حكومة بنكيران، وهو ما رد عليه الحزب آنذاك باتخاذ قرار الطرد في حقه، واصفا ما قام به الوفا بأنه “خيانة لتاريخ الحزب وتضحيات مناضلاته ومناضليه”. سيناريو الوفا في حكومة بنكيران قد يتكرر مع أناس الدكالي وزير الصحة في حكومة العثماني، وذلك بعد أن عبر عن تشبثه بالاستمرار في الحكومة، رغم مصادقة اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية على قرار الخروج منها. وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، إن احتمال أن يكرر الدكالي تجربة الوفا في حكومة بنكيران وارد، لكنه “احتمال ضعيف”، مضيفا أن “تجربة الوفا بينت الكثير من النقائص وأفقدتنا سياسيا كان بالإمكان أن يكون لديه مسار آخر مفيد للتجرية الحزبية في المغرب”. واعتبر الشرقاوي في حديث مع جريدة “العمق”، أن “القتل الرمزي لبعض القادة السياسيين بسبب منصب حكومي أبان أنه تجربة فاشلة وبأنها تزيد من الصورة والانطباع السيء عن السياسي وتزيد من فقدان الثقة في السياسة”. وشدد المتخصص في القانون الدستوري، أنه “مهما كان قرار الأحزاب سيئا، وفي غير محله فإنه يبقى قرارا ينبغي الانضباط إليه”، مشيرا إلى أن كلا الموقفين، سواء الرافض للاستمرار في الحكومة، أو المؤيد للبقاء فيها، غير مقنعين”. وأضاف أن “من يدافعون عن الخروج يحاولون إلباس ذلك رداءة المواقف السياسية وهذه الرداء لن تغطي على حقيقة الأمر، ونفس الشيء بالنسبة لمن يدافعون عن الاستمرار في الحكومة فهم كذلك لا يقنعون الرأس العام أن دافعهم سياسي ودفاع عن الوطن والحزب بقدر ما هي مصالح شخصية”. وأعلن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكي خروج الحزب من الحكومة، وهو القرار الذي صادقت عليه اللجنة المركزية للحزب في اجتماع استثنائي لها يوم الجمعة الماضي، عرف مشاداة كلامية بين مؤيدي القرار والرافضين له بقيادة الوزير الحالي في حكومة العثماني، أناس الدكالي. وفي كلمته أمام اللجنة المركزية عبر الدكالي عن تشبثه بالبقاء في الحكومة، قائلا، "تركنا جانبا المعطى الإيديولوجي وشاركنا في حكومة العدالة والتنمية بعد الربيع العربي"، واصفا النقاش المفتوح في هذا الشأن بالصحي. وتابع "من البديهي لحزب تقدمي، أن تصطدم تجربته في التسيير مع واقع بلادنا، مشيرا إلى أن "خيار المشاركة في كل الحكومات منذ حكومة التناوب، أملته ظروف واستعد له الحزب ونظر له سياسيا وفكريا". وتساءل الدكالي، "ماذا وقع اليوم؟ ما الذي تغير في الوقت ولم يتنبه له المؤتمر؟ هل هناك تخلي عن الديمقراطية المحلية واللامركزية واللاتمركز". 1. أناس الدكالي 2. الحكومة 3. بنكيران 4. حزب التقدم والاشتراكية 5. محمد الوفا