اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أن إسرائيل “تقتل كل بذور السلام التي تم غرسها منذ سنوات وهذا ما يدفع المنطقة إلى مالا يحمد عقباه”. وأوضح بوريطة في حديث خاص لقناة “سكاي نيوز عربية”، اليوم الخميس، أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب المراحل، وذلك أساسا بفعل الممارسات الإسرائيلية “غير المقبولة”، مشيرا إلى أن “الواقع الدولي والتوازنات الدولية كان لها تأثير في تغييب هذه القضية”. وعلى نفس القناة، أشاد بوريطة بالتجربة السودانية التي وصفها بأنها “ناجحة”، مرجعا “الفضل في ذلك بالدرجة الأولى إلى الشعب السوداني الذي عبر عن عبقرية في تدبير انتظارات للتغيير والحفاظ على استقرار بلاده”. وأشار الوزير في هذا الصدد إلى أن المغرب “يساند المسار الذي سار عليه الشعب السوداني”، مذكرا بأن مفوضية الاتحاد الإفريقي لعبت دورا كبيرا في تحقيق هذه النتيجة، حسب قوله. وبخصوص الموضوع الإيراني، دعا بوريطة إلى توحيد الخطاب إزاء إيران، مشددا على ضرورة إعادة النظر في كيفية التعامل مع إيران لحل الأزمة معها بمختلف جوانبها بما في ذلك البرنامج النووي. واعتبر أن “إيران تستفيد من الخطاب المزدوج الذي يترواح بين المعتدل والمتشدد وأنه يتعين تحديد المشكل، فهناك تهديد للأمن الإقليمي والقومي العربي”. وأضاف وزير الخاريجة المغربي، أن “إيران ربما أعطي لها دور أكبر في المنطقة وتم إفهامها على أنها يمكن أن تتدخل في كل القضايا بدون حسيب ولا رقيب”. وكشف بوريطة أن “المغرب يعاني من نفس هذه التدخلات، وأن ماتقوم به إيران مع دول الجوار تقوم به أيضا في مناطق أخرى بما في ذلك منطقة شمال إفريقيا”. وشدد الوزير على أن إيران لم تكف للأسف عن الأعمال العدائية بالمنطقة، مبرزا أن “التعامل مع إيران في السابق ربما أشعرها أنه بإمكانها الاستمرار في مثل هذه الأعمال وأن الزعامة الإقليمية تأتي بالهجوم والأعمال العدائية على دول المنطقة”. وعبر بوريطة عن أسفه قائلا: “نحن اليوم في وضع فيه من يقول بالعمل الأحادي كعقيدة وهناك من يعتبر أن العمل الجماعي صالح لكل الأمور”، مؤكدا على ضرورة ألا يتخذ التشديد على العمل الجماعي ذريعة لتأخير تقديم الحلول. وتابع قوله: “العمل الجماعي ضروري، ولكن يجب ألا يختزل في منصات الخطابة والاجتماعات، وإن أرادت الأممالمتحدة المحافظة على مكانتها فعليها تفعيل العمل الجماعي، وإيجاد مكان بين الأطراف المتناقضة حول إيران، وإلا فإنها ستفقد مصداقيتها”. ويرى المتحدث أن إيران “تتبنى استراتيجية الهروب إلى الأمام وسياسة العداء مع دول الجوار وأنها بذلك لا تشكل تهديدا لدول الجوار فحسب، وإنما للأمن القومي العربي والاستقرار الدولي”. ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في هذا الإطار “إلى التعامل بحزم مع النظام الإيراني، وإفهامه أن الأمن القومي العربي واحد ويمنع المساس به”. وفي سياق متصل، قال بوريطة إن “أمن واستقرار السعودية جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المغرب”، مشيرا إلى أن الاعتداء الأخير الذي تعرضت له منشأتان نفطيتان تابعتان لشركة “أرامكو” في خريص وبقيق بالمملكة العربية السعودية “غير مقبول”. وجدد التأكيد على تضامن المغرب مع السعودية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الملك محمد السادس أعرب للعاهل السعودي “عن تنديده واستنكاره الشديدين لهذا العدوان، وأن أمن واستقرار السعودية جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المغرب”. واعتبر أنه على المجتمع الدولي “أن يكون أكثر فاعلية لأنها ليست قضية بين المملكة العربية السعودية وإيران بل قضية تهديد لأمن إقليمي تمس الاستقرار الدولي”. إلى ذلك، اعتبر بوريطة أن “القضايا المطروحة تحتاج إلى عمل جماعي ولايمكن حل إشكاليات التغيرات المناخية والتنمية والإرهاب والهجرة إلا بالعمل الجماعي”، لافتا إلى أن “الخطابات في الجمعية العامة أظهرت تلك الوضعية المقلقة للدبلوماسية متعددة الأطراف”. 1. إسرائيل 2. إيران 3. السعودية 4. السودان 5. المغرب 6. بوريطة