هل سياسة عيدان الثقاب تفتح للشباب شهية النضال؟ ندخل الحقل السياسي بفضول و نظرة صافية، تاركين وراءنا أطنانا من الأفكار المسبقة, و التحذيرات… مودعين سلام الجهل و مستعدين للمخاطرة براحة البال… فكم يريح الجهل البال ،و كم هو صعب دخول معترك السؤال ! منذ دخلت الغمار، و هو وقت وجيز بالمقارنة مع العقود و السنين التي أفناها مناضلون و مناضلات نرفع لهم من هذا المنبر القبعة تحية و سلاما، و أنا أنهل من ثقافة ” الإحتراق”. لا تحرقي أوراقك ! لا تحرقي نفسك ! فلان ورقة محروقة لا تحرقي نفسك معها! فبالله عليكم يا معشر المنظرين و المحللين و الكوادر ماذا تقولون؟ أو ليس النضال كفاحا و مواقف؟ أم هو عندكم عهر و متاجرة و نفاق؟ تمتمات و تحالفات و استراتيجيات و مجموعات سرية مغلقة على وسائل تواصل إجتماعي، أسست للبناء، و حصرتها عقول سادية تظن نفسها ميكيافيلية ، في الحفر و العرقلة و الرياء. نظريات و فلسفات تضرب عرض الحائط وقت الإنتخابات، فلا هو عمل أُنجز و لا تقدم لُمس و لا عطاء و لا رخاء و لا ازدهار. و الأصل كل الأصل في الإحساس بعدم الأمان إنها سياسة عيدان الثقاب ! حين تنظر من حولك، فتجد أمثلة لمناضلين شجعان، عصفت بهم رياح البهتان، يتهمون بالفساد، تدرك أنك يوم تصعد لعنان السماء ستأتيك صفعة تدفنك في الحياة فهل ستعمل للصالح العام؟ أم أنك ستغرف من الخيرات ما استطعت فحين تأتي الصفعة تجد خدودا مليئة تخفف من وطأتها ؟ فكرة ” إن ذهبت لن أعود” هي المحرض الأول على الفساد فإن ذهب المجد بجرة قلم، أتتك الضباع تباعا تنهش في لحمك و أنت حي ترزق سب و شتم و قذف و تنكيل… ضاربة سنوات كفاحك في الصميم طاعنة في وطنيتك مشككة في مصداقيتك و أنت تتقلد زمام المسؤولية، بدل أن تعمل تخاف، و حين تخاف تحترس، و حين تحترس تخطئ و حين تخطئ تعاقب، و حين تعاقب …تذهب السلطة و يبقى المال…فهيا اجمع المال! هذه هي مآلات عيدان الثقاب! و أين نحن من هذا كله؟ أين مثلنا و قادتنا ؟ أين أولئك الذين سنشير لصورهم بالبنان؟ عاصرت فلانا ! تتلمذت على يد فلان ! ألا نستحق أن تترك أمثلثنا و أساتذتنا ناصعي البياض؟ ألا يستحقون كسابقيهم الذين ولو أخطأوا ،و قد أخطأوا … فصوبت أخطاؤهم و نعموا بالأمان؟ متى ستتوقف سياسة استهلاك القادة ورميهم في مزبلة النسيان؟ متى سيحل التقويم بدل الإعدام؟ متى سيأتي التعديل و التنبيه بدل الحرق و التسفيه؟ تريدوننا أن نثق في السياسة؟ اتركوا لنا نجوما تلمع في سمائنا ! خذوا كل شيئ و اتركوا المجد لقادتنا !