تعيش الطفلة فاطمة الزهراء عزيزي (16 عاما)، على وقع الحرمان من متابعة دراستها بالصين، بسبب الإجراءات التي تفرضها السلطات الصينية على التلاميذ الأجانب أثناء انتقالهم من مرحلة تعليمية إلى أخرى، فيما يواجه شقيقها الأصغر آدم، نفس مصيرها، وهو ما دفع والدتهما إلى مناشدة الملك والسلطات المغربية التدخل من أجل حل المشكل. الطفلة فاطمة الزهراء التي تُعتبر أقدم طفلة مغربية مهاجرة بجمهورية الصين الشعبية، حسب والدتها، انتقلت للعيش بهذا البلد الآسيوي الضخم منذ أن كان عمرها 3 أشهر، وذلك رفقة والدتها التي تعيش في الصين منذ 21 عاما، وكانت تتابع دراستها بشكل عادي منذ الحضانة مرورا بالتعليم الابتدائي والإعدادي، إلى غاية الانتقال إلى المرحلة الثانوية. عائشة محمد الطريشي، والدة الطفل فاطمة الزهراء عزيزي، أوضحت أن الصين وعكس الدول الأوروبية والعربية، تعتمد إجراءات خاصة للتلاميذ الأجانب أثناء الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى، إذ أن وزارة التعليم هي التي تختار المدارس التي سيتابع فيها الأجانب دراستهم، وتكون أحيانا مدارس بعيدة وفي مدن أخرى. وأشارت الطريشي إلى أن هذا المشكل ظهر بعد نجاح ابنتها في السلك الإعدادي العام الماضي 2018 واستعدادها للالتحاق بالسلك الثانوي، حيث تم حرمانها من متابعة دراستها بالعاصمة بكين، وهو ما جعلها تفقد عاما دراسيا في مسارها التعليمي، وهو نفس المشكل الذي يتهدد شقيقها آدم الذي سينتقل للسلك الإعدادي خلال الموسم المقبل. وتابعت الأم قولها: “سبق أن واجهنا هذا المشكل حين انتقلت ابنتي من السلك الابتدائي إلى الإعدادي، غير أن السفير المغربي السابق بالصين تدخل وقام بمجهود كبير رفقة بعض أعضاء السلك الدبلوماسي المغربي، وتم حل المشكل واختيار مدرسة إعدادية لفاطمة الزهراء في غضون 3 أشهر، قبل أن تواجه الآن نفس المشكل، وهي على بُعد سنة واحدة من ولوج الجامعة”. وكشفت المتحدثة أنها راسلت مسؤولي وزارة التعليم الصينية مرارا وقامت بعدة لقاءات معهم، دون إيجاد أي حل للمشكلة رغم الوعود التي كان يقدمها المسؤولون الصينيون، مشيرة إلى أن “السفير المغربي الجديد وأعضاء السلك الديبلوماسي، أغلبهم جدد ولا يعرفون جيدا الخطوات التي يتجاوب معها الصينيون، لأن المسؤولين هنا لا يتفاعلون عبر الاتصالات والرسائل، بل عبر كثرة الإلحاح والمواكبة”، وفق تعبيرها. وأردفت في نفس السياق: “ابنتي تعيش في الصين منذ أن كان في عمرها 3 أشهر وإلى اليوم، وحين اقترب موعد وصولها إلى الجامعة تم حرمانها من متابعة دراستها وتحطيم طموحها ونفسيتها، علما أنها كانت من المفروض أن تدخل إلى الجامعة خلال الموسم الجديد، على اعتبار أن السلك الثانوي بالصين لا يتعدى سنة واحدة، لكن تم حرمانها من سنة في مسارها”. والدة الطفلة المذكورة ناشدت الملك محمد السادس التدخل لوقف معاناة ابنتها، مشيرة إلى أنها وضعت رسالتين لدى الديوان الملكي من أجل استقبالها من طرف عاهل البلاد، قائلة: “لازلنا ننتظر الرد إلى حدود الساعة، ولا نعرف هل وصلت الرسالتين إلى يد الملك أم لا، وابنتي لا تطلب المستحيل، نحن نتمنى عودتها إلى الدراسة فقط، وألا يقع لشقيقها نفس السيناريو”. كما ناشدت الأم الأميرة لالة مريم مسؤولة المرصد الوطني لحقوق الطفل، التدخل لمعالجة الإشكال، موجهة نداءً إلى وزارة الخارجية المغربية وسفارة الرباطببكين من أجل التدخل، وتابعت قولها في هذا الإطار: “هذا ليس مشكل للطفلة فقط، بل مشكل تتحمله الدولتان معا وعلى وزارة الخارجية في البلدين التدخل”. وشددت الطريشي على أن ابنتها “تلميذة متفوقة ولا تثير أي مشاكل في مدرستها، بل تستفيد من الصينيين لتنفع بلدها، وبالتالي لا وجود لأي مبرر لحرمانها من متابعة دراستها، علما أنه بالرغم من قلة التلاميذ المغاربة بالصين، إلا أن هناك حوالي 10 أطفال مغاربة تقريبا يدرسون هنا، أغلبهم لا زالوا صغارا، ينتظرهم نفس المصير، فلا يمكن أن يضيعوا بهذا الشكل”. 1. أقدم طفلة مهاجرة 2. الدراسة 3. الصين 4. المغرب 5. بكين 6. عائشة محمد الطريشي