للمرة الثالثة يعترف السيد رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم بتقصيره في حق كرة القدم النسوية الشيء الذي جعلها تعيش متخلفة و في تراجع مهول ما جعلها تنعكس بالسلب على المنتخبات الوطنية . خلال الجمع العام الأول تعهد الرئيس بدعم الكرة النسوية و بالعمل على تطويرها خلال الجمع العام الثاني اعتبرها ” نقطة سوداء ” حيث وجه سهام نقده للجنة المركزية لكرة القدم النسوية و كذا المجموعة الوطنية بالإضافة إلى الإدارة التقنية الوطنية فهم حسب تعبيره لم يعملوا على توسيع القاعدة وعلى صياغة برامج تنموية تخلق تفاعلا على المستويين الوطني و الجهوي . خلال اللقاء التواصلي ليوم 22 يوليوز كان رئيس الجامعة أكثر وضوحا حيث اعترف بتقصير الجامعة في حق كرة القدم النسوية بحيث لم تحض بالعناية سواء على مستوى الدعم المالي أو على مستوى التأطير و التنظيم و تعهد بأن يلتفت إليها مستقبلا . مساهمة منا في هذا النقاش نرى أن العناية بكرة القدم النسوية تهم : 1/ على المستوى التنظيمي من المفروض إعادة النظر في اللجنة المركزية لكرة القدم النسوية استنادا للفصل 48 من النظام الاساسي للجامعة الملكية لكرة القدم مع توسيع اختصاصاتها . اللجنة المركزية ينبغي أن تشكل من الأطر المجربة و ذات التكوين العالي . 2/ تنظيم انتخابات ديموقراطية و شفافة بعيدا عن التدخلات للمجموعة الوطنية لكرة القدم النسوية و ذلك لأجل منحها فرصة المشاركة الفعالة على اعتبارها قوة اقتراحية و ليس قوة قهرية . و ذلك تفاديا لما حدث خلال التجربة الماضية حيث ساهمت في الفوضى و الدفاع على مصالح الفرق المتواجدة باللجنة المركزية . 3/تنظيم العلاقة مع الإدارة التقنية : — تمت ملاحظة أن العلاقة بين الفرق و الإدارة التقنية و الفرق غير سليمة . الإدارة التقنية لم يسبق لها أن نظمت لقاء تواصليا (على غرار المجموعة الوطنية أيضا ) مع مدربي الفرق و لا رؤسائها لمناقشة مستقبل اللعبة و المنتخبات . تمت ملاحظة أن العمل كان على شكل جزر مستقلة و ليس هناك تنسيق الشيء الذي كان له التأثير البالغ على أداء كرة القدم النسوية . — و تمت ملاحظة إقصاء مدربي الفرق الوطنية رغم تجربة مجموعة كبيرة و حصولها على شواهد كبيرة من الإدارة التقنية ( وطنيا و جهويا ) و من تدريب المنتخبات و من التأطير بمشروع ” رياضة و دراسة ” — تم تسجيل تمييز معكوس ضد عدد من المدربين الذكور و محاربتهم . 4/ الإدارة تشغل الفراغ : أمام الفراغ الكبير الذي خلفته اللجنة المركزية و كذا المجموعة الوطنية و نأي الإدارة التقنية بنفسها تدخلت إدارة الجامعة الملكية لكرة القدم لشغل الفراغ المهول و أصبحت هي المحاور الرئيس للفرق النسوية سواء على مستوى البرمجة أو التنظيم و غيرهما من المهام الإدارية . لا يمكن أن ننكر الدور الايجابي لإدارة الجامعة و تعاملها مع مختلف الملفات التي طرحت أمامها. 5/ الدعم المالي و اللوجيستيكي : صحيح أن الجامعة الملكية على عهد الرئيس الحالي رفعت مستوى الدعم بنسبة 50% أي فرق القسم الأول أصبحت تتوصل ب 150 الف درهم (+ 20 الف درهم للمعدات الرياضية ) و فرق القسم الثاني بالنظام السابق . بالنظام الجديد تم تقويض الممارسة بتنظيم بطولة بشطر واحد ( 12 فريقا عوض 20 فريقا ) مما أدى إلى تحويل منح الفرق النازلة إلى القسم الثاني لفرق القسم الأول . هنا لا يمكن الحديث عن رفع قيمة الدعم بل عن تحويل قيمة الدعم و الذي كان له انعكاسات سلبية و خطيرة جدا منها تقهقر الممارسة و التراجع عن منظومة التكوين . على المستوى اللوجيستيكي تمنح الجامعة فرق القسم الأول 20 الف درهم لاقتناء التجهيزات و البدل الرياضية و أغلب الفرق الفرق تصرفها على البطولة . و تحرم الجامعة فرق القسم الثاني من هذا الدعم مما يعقد وضعيتها . ومنحت الجامعة فرق القسمين الأول و الثاني خلال موسمين الكرات مما خفف من وطأة الأزمة لديها . 6/ نظام الشطر الواحد بدون هوية . شكل نظام الشطر الواحد ضربة موجعة لكرة القدم القاعدية لأنه نظام غير مدروس و لم تستشر فيه الفرق و نظام لتصفية فرق التكوين و دعم مصالح فرق اللجنة المركزية للكرة النسوية . و من مخلفات هذا النظام السلبية : — عدم القدرة على مجاراة فريق الجيش الملكي الذي أنهى المنافسة على بعد 9 دورات . — اختراق الشيخوخة للبطولة الوطنية الشيء الذي جعل إيقاعها بطيئا و كذا تسجيل ارتفاع عدد الإصابات بسبب عدم الاستثمار في العوامل البدنية خلال مرحلة الشباب . — انتشار الهدر المدرسي على نطاق واسع و أصبحنا في مواجهة التسرب المدرسي لضمان مشاركة الفرق بالبطولة الوطنية و هذا دفع الآباء إلى التدخل لمنع اللاعبات من التنقل مع الفرق خلال الرحلات الطويلة خاصة التي تمت بدون التنقل عبر الطائرة. — انتشار البطالة على نطاق واسع وسط لاعبات البطولة الوطنية اللواتي فضلن الممارسة على حساب الدراسة . و نعلم أن بطولتنا ليست الاحترافية و فرقنا لا تتوفر على الموارد المالية التي تسمح بابرام عقود مع اللاعبات تضمن لهن حقوقهن و كذا مستقبلهن . — انتشار مظاهر الانحراف الاجتماعي من قبيل التماثلية الجنسية و التدخين و غيرهما ( موضوع لاحق ) إضافة إلى النصب و الاحتيال عبر التوقيع لازيد من فريق ( تعدد الرخص ) 7/ التأطير و التكوين : من الإشكالات التي تهدد مستقبل كرة القدم النسوية التأطير و التكوين للمدربين و المدربات و اللاعبات . إذ أصبح من اللازم التوافق على برنامج وطني لتنمية و تطوير كرة القدم النسوية على مستوى العصبة و المنطقة و الوطني . مجرد ملاحظات نسوقها في إطار التفاعل مع رغبة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم لأجل تنمية و تطوير لعبة نصف المجتمع . محمد العبدي، مدرب الآفاق الرياضي الخنيفري