اختار البنك الافريقي للتنمية، الاثنين، جهة كلميم واد نون لإطلاق النسخة الأولى من مبادرة سوق التنمية ببوابة الصحراء مدينة كلميم. وذلك من خلال تتويج 10 شباب حاملين مشاريع بالجهة، استطاعو اقناع لجنة التحكيم بأفكارهم في مختلف المجالات. وسيتم تمويل مشاريع هؤلاء الشباب طرف البنك الافريقي للتنمية بدعم مالي من التعاون الدانماركي وبشراكة مع وزارة الاقتصاد والمالية وبتفعيل من مؤسسة ريادة الأعمال والمقاولات. كاتبة الدولة امباركة بوعيدة خلال كلمتها بالمناسبة، ثمنت هذه المبادرة التي ستساهم في تنمية المنطقة موضحة أن « جهة كلميم واد نون تعرف نسبة بطالة تمثل أكثر من 20 في المائة من بين شباب الجهة و40 في المائة من بين النساء، أي ما يعادل أكثر من مرتين المعدل الوطني والذي يناهز 9،3 في المائة في 2018 حسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط » مؤكدة على المستوى الدراسي العالي الذي يتوفر عليه شباب المنطقة من أجل النهوض بالمقاولات الصغيرة والجد الصغيرة. واعتبرت كاتبة الدولة أن «طاقات شابة كبيرة زائد قيم وثقافة التجارة والتدبير تساوي إمكانيات هائلة للإستثمار والمقاولة». وتحدثت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري خلال مداخلتها عن تاريخ المنطقة مبرزة الدور المهم الذي تميزت به: « الخط التاريخي للقوافل التجارية الرابط مابين كلميم وتومبكتو نتج عنه حركة تجارية واقتصادية رائدة عبر جميع انحاء مناطق الصحراء، لكن الظروف السياسية والتاريخية والجغرافية جعل هذا الخط يندثر لكن ثقافته وقيمه لازالت متجدرة ». من جهتها قالت ممثلة البنك الإفريقي للتنمية بالمغرب ليلى فرح مقدم في تصريح لجريدة «العمق» إن هذه المبادرة تأتي ضمن مخططات البنك الاستراتيجية في خلق مواطن سوق التنمية عبر ربوع المملكة، والذي سيمول 250 شاب وشابة لتعزيز رأس مالهم و800 شركة متوسطة وصغيرة المدى خلال ثلاث سنوات ». كما توزّعت أغلب المشاريع التي تمّ عرضها خلال الحفل على قطاعات الفلاحة والصناعات التقليدية وتكنولوجيا المعلومات والخدمات، وبعض المشاريع ذات المردودية على الجانب البيئي وتلك المتصلة بالتجديد والبحث والتطوير. حيث شارك العديد من الشباب والنساء ببعض المنتوجات التي لقيت دعما من "سوق التنمية" على غرار انتاج كسكس العدس والذرى، وصناعة العديد من المنتوجات التقليدية المغربية. وفي هذا الصدد قال محمد المصطفى شرف الدين رئيس المؤسسة الجهوية لريادة الأعمال والمقاولات في تصريح لجريدة «العمق» أن المؤسسة الجهوية أشرفت على تنزيل برنامج «سوق التنمية» من خلال مجموعة من الدورات التكوينية والتحسيسية لصقل مهارات مجموعة من الشباب والشابات حاملي لأفكار المشاريع بربوع جهة كليم وادنون، وبتأطير من خبراء ومتخصصين في شتى الميادين»، مبرزا نجاعة هذا البرنامج من خلال مواكبة الشباب البعدية واطحابهم لمدة سنتين، حتى يلج المشروع بسلاسة سوق الشغل وفق تعبيره. واستعرض ذات المتحدث خلال كلمة له بالمناسبة، مراحل تنزيل البرنامج التي امتدت 4 أشهر من الاشتغال والتنقيب عن الكفاءات والمهارات بكل من مدينة طنطان، أسا، كلميم،سيدي افني وبمدينة كلميم، مؤكدا على الحس المقاولاتي الذي يمتاز به شباب الجهة. وعبر والي جهة كلميم عن فرحه بمبادرة «سوق التنمية » مذكرا هو الآخر بتاريخ المنطقة وما كان يلعبة سوق «أمحريش» بجهة كلميم في تنمية الأقطار الإفريقية قائلا « كنا نصدر من هذه المنطقة كل السلع بل كل الغنى التاريخي والثقافي، وهاهو التاريخ يعيد نفسه لننسج العلاقة من جديد» موجها شكره لسفير الدنمارك على التمويل الدانماركي. ويهدف البرنامج في مجمله إلى تسهيل تمويل الشباب والنساء الحاملين لمشاريع ومواكبتهم من خلال النجاح على المدى الطويل، وكذلك الرفع من نسبة استمرار حياة الشركات والمقاولات. وعرف الحفل حضور كل من والى جهة كلميم واد نون، وسفير دولة الدانمارك بالمغرب، وكاتبة الدولة امباركة بوعيدة،والمدير العام للبنك الإفريقي في شمال إفريقيا،والمدير الجهوي للاستثمار. بالإضافة إلى حضور ما يقرب 300 شاب وشابة، من أبناء جهة كلميم واد نون. جدير بالذكر أن البنك الإفريقي للتنمية قد أطلق مبادرة «سوق التنمية» بتونس سنة 2012 بالعديد من المناطق بتونس. وقد عرفت نجاحا في تشغيل الشباب وتحقيق طموح العديد من الطاقات والكافاءات، وكذا ارتفاع نسبة حياة المقاولات والشركات.