انطلقت اليوم الجمعة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، أيام التخفيضات بمتاجر الجهة، حيث تعلن مختلف المحلات التجارية بمدن الجهة عن تخفيضات مهمة في أسعار منتوجاتها، وتزين واجهاتها بالإعلانات، بهدف تصفية مخزونها وتشجيع الزبناء على الشراء، وذلك طيلة شهر كامل من 8 فبراير الجاري إلى غاية 8 مارس المقبل، تحت شعار: “من أجل قطاع تجاري قوي ومساهم في التنمية الاقتصادية”. جاء ذلك في افتتاح الأيام التجارية الجهوية في دورتها الحادية عشر، مساء اليوم الجمعة بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة تطوان، وذلك بتنظيم من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة، وبشراكة مع جماعة تطوان وجمعية التجار المحليين بمدن الجهة. اللقاء الذي عرف مشاركة واسعة للتجار والمسؤولين والفاعلين الاقتصاديين بالجهة، دعا خلاله عدد من المسؤولين والتجار إلى حماية التجار الصغار والمتوسطين من قوة المتاجر الكبرى التي أصبحت “تزحف” على مدن الجهة، مشددين على ضرورة تطوير هذا القطاع ومحاربة المنافسة غير الشريفة وإدماج القطاع غير المهيكل من أجل إنصاف التجار وإنعاش التجارة بالجهة. جذب الزبناء الأيام التجارية الجهوية التي تنظم للسنة الحادية عير على التوالي، تهدف إلى تمكين التجار من ترويج منتوجاتهم وخدماتهم عبر الإعلان عن التخفيضات وتصفية المخزون، من أجل تلبية رغبة المستهلك بعرض منتوجات وسلع يراعى فيها الترابط بين الثمن والجودة، مع التعريف بالمنتوجات وتحسين مستوى المبيعات. وحسب الجهة المنظمة، فإن هذا المبادرة ترمي إلى جعل مدن الجهة “فضاءً متميزا للتسوق، مما يساعد على جلب المزيد من الزبناء للمنطقة وإنعاش الحركة السياحية والتنمية الاقتصادية بالجهة، والدفع في اتجاه عصرنة القطاع التجاري وتحديثه، مع اطلاع التجار على المتغيرات القانونية والمالية التي طرأت على جواب مرتبطة بأنشطتهم”. كما يهدف هذا النشاط إلى الوقوف على مجموعة من المعيقات والإكراهات التي يعاني من قطاع التجارة بالجهة، خاصة فئة التجار الصغار من حيث الحماية الاجتماعية، وخلق وعي لدى التجار بأهمية مأسسة ثقافة الترويج التجاري عبر التخفيضات الموسمية، مما يساهم في الحركية التجارية الداخلية. وبالموازاة مع موسم التخفيضات المذكور، ستنظم الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات ندوات ولقاءات مفتوحة ودورات تكوينية لفائدة التجار بمدن الجهة، كما سيتم منح جائزة أحسن واجهة تجارية في نهاية الأيام التجارية، حسب ما كشفت عنه اللجنة المشرفة على هذا النشاط التجاري خلال الحفل الافتتاحي. معاناة مشتركة رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار، دعا في كلمته إلى البحث عن وسائل لخلق جاذبية للزبناء بالأسواق والمراكز التجارية بمدينة تطوان، مشيرا إلى أن الدولة مع شركائها وفرت فضاءات في المستوى، مشيرا إلى أن الزبناء أصبحوا يركزون على الجودة وجاذبية الفضاء، وهو ما يعني أن الأسواق تحتاج إلى عناية أكبر. واعتبر إدعمار، أن “المهنيين مطالبون بإنتاج أفكار ومناقشتها مع الجماعة، من أجل إنجاح المراكز التجارية وكسف الأنشطة الموازية والوسائل المطلوبة لجذب الزبناء”، مشددا على ضرورة التشوير في جميع الشوارع والمنافذ التي تؤدي إلى المراكز التجارية والأسواق، مردفا بالقول: “حينها يصل المواطن إلى المركز يجب أن يجد شيئا ما يجعله يعود مجددا، وهذه مسؤولية التجار”. وأقر المسؤول المنتخب بأن التجار يعانون بالفضاءات التجارية بتطوان، ولا يعرفون ما يجب فعله، موضحا بالقول: “نحن أيضا نعاني معهم، وحينما نجتمع نتباكى على بعضنا ولا نعرف ماذا نفعل، لأننا أصلا كمنتخبين لا نعرف ماذا سنفعل، يجب تشخيص وضعية هذه المراكز، ونحن في الجماعة نستحضر هذه المعاناة في اجتماعاتنا مع السلطات”، داعيا غرفة التجارة والصناعة إلى مناقشة الوسائل المطلوبة لوقف معاناة هؤلاء التجار. حماية التجار الصغار النائب الأول لرئيس الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات مصطفى بن عبد الغفور، أوضح في كلمته خلال اللقاء الافتتاحي، أن من بين أهداف هذه الأيام هو تسهيل تصفية مخزون التجار وتسهيل عمية التبضع لسكان الجهة، ومناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه هذا القطاع بالجهة، وذلك من أجل إنعاش الحركة التجارية بهذه المدن. وشدد المتحدث على ضرورة تنظيم النسيج التجاري، خاصة التجارة الصغرى والمتوسطة أو ما يصطلح عليه بتجارة القرب، في أفق اعتماد هذه الأيام كموعد سنوي قار للتخفيظات، مشيرا إلى أن الموسم الماضي عرف مشاركة كبيرة للتجار في إعلان التخفيضات، داعيا إلى إعادة جعل الجهة “سوقا متميزا للتجارة على المستوى الوطني”. من جهته، قال نائب رئيس جماعة تطوان عبد اللطيف أفيلال، إن تنظيم الباعة الجائلين عرف قفزة نوعية بالشمال، وذلك من خلال إدماجهم في أسواق نموذجية أعادت لهم كرامتهم، مضيفا: “لم نصل بعد للهدف المنشود، لكن هناك برنامج عمل للجماعة من أجل خلق قطب اجتماعي في المستوى لتنظيم التجارة، ومبتغانا إحداث دفاتر تحملات لكل مهنة”. ودعا أفيلال التجار الصغار إلى تطوير أنفسهم باعتبارهم يشكلون عمق التجارة في المجتمع، مردفا بالقول: “وإلا فإن المتاجر الكبرى يمكن أن تقضي على المتاجر الصغرى، لذلك أدعو التجار للتنظيم داخل جمعيات من أجل رصد صفوفهم في كلمة واحدة لمواجهة التحديات، والهدف هو بلوغ التجارة بتطوان قمتها وذروتها كما كانت سابقا”، وفق تعبيره. واعتبر المتحدث، أن هناك فرصا وأموالا كثيرة منحتها الدولة التجار، لكن فشلت لعدة أسباب، من بينهما بسبب ضعف التواصل وتخوف التجار وسياقات وظروف أخرى، متابعا قوله: “يجب أن تعود تطوان إلى سابق عهدها وأن تصبح التجارة التطوانية مرجعا وطنيا، عبر التميز في الجودة ونوعية السلع، فتجار تطوان تجري التجارة في عروقهم، ومنافسة الدارالبيضاء ليس أمرا مستحيلا”. نقاش الفوترة المدير الإقليمي لإدارة الضرائب بتطوان عز الدين اليعقوبي، دعا في كلمة له إلى “تكاثف الجهود لإدماج القطاع غير المهيكل بعدما تبينت صعبوة محاربته، مع محاربة المنافسة غير الشريفة لأنها تضر بالتاجر القانوني قبل أن تضر بمداخيل الدولة”، لافتا إلى أن مؤسسته “ملتزمة ببسط وشرح كافة المستجدات الضريبية”. واعتبر اليعقوبي أن النقاش الأخير حول نظام الفوترة الإلكترونية “كان إيجابيا وأعاد موضوع التجار إلى الواجهة، وانتقل معه النقاش إلى قطاع التجارة بإيجابياته وسلبياته وتحدياته”، مشيرا إلى أن إدارة الضرائب بتطوان ستنظم لقاءً مع التجار الأسبوع المقبل “لرفع اللبس عن هذا القانون، ولتجاوز صعوبة التواصل التي سببت المشكل”. المندوب الإقليمي لوزارة التجارة والصناعة عز الدين العزاوي، اعتبر بدوره أن النقاش الذي حصل بخصوص نظام الفوترة، لعبت الجمعيات المحلية للتجار والغرف المهنية والنقابات دور كبير فيه، مشددا على ضرورة مواصلة التواصل بين كل الأطراف المعنية، داعيا إلى إيجاد حل لمشاكل التجار خلال هذه الأيام، وجعلها فرصة لمناقشة الحلول بالتعاون مع الإدارة، لافتا إلى أن هناك نقصا للمعطيات في هذا القطاع. من جانبه، أبرز المدير الإقليمي لإدارة الجمارك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، دور إدارة الجمارك في الحفاظ على النشاط التجاري بالجهة، وإنعاش القطاع وعصرنته، ذاكرا عددا من الإجراءات والأنشطة التي تقوم بها مؤسسته بتطوان من أجل تعزيز الحركة التجارية، حسب قوله.