كشف رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، تفاصيل وضعه المالي وكيف أرسل الملك مستشاره فؤاد علي الهمة من أجل إخبار الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية بتدخل الملك من أجل منحه معاشا استثنائيا، مشيرا إلى أنه لم يطلب هذا المعاش. وقال زعيم المصباح السابق، خلال بث مباشر للقاء مع أعضاء من شبيبة حزبه، مساء اليوم الإثنين، إنه مرَّ مؤخرا بضائقة مالية، علم بها عدد من قادة حزبه، ليصل الخبر في النهاية إلى الملك الذي تدخل في القضية، لافتا إلى أن قرار المعاش الاستثنائي الذي يستفيد منه جاء بقرار من الملك. وأوضح في هذا الإطار بالقول: "شاع في وسط الإخوان المقربين أنني تزيارت لأنني ما كنخبيش عليهم.. ووزارة المالية أرادوا تسوية وضعيتي وطلبوا مني التوقيع على طلب المعاش، لكنني رفضت لأنني لا أريد أن اطلب من أحد، لكن الملك أرسل لي فؤاد ليخبرني أنه سيتكلف بهذه القضية، فأين هو المشكل في معاش استثنائي؟ أدعو الله أن يجازي الملك أحسن جزاء". واعتبر ابن كيران أن ما يتم تداوله حول استفادته من معاش ضخم، يدخل ضمن الحملة المتواصل ضده، قائلا: "لم يجدوا شيئا عني ولن يجدون، فذهبوا إلى المعاش الاستثنائي، أنا أحاول أن أجتنبهم لكنني أكون مضطرا للرد عليهم". وأضاف بالقول: "هما مشطونين بيا، وكنت أظن أنهم غادي يحشموا لأن مصدر المعاش الاستثنائي هو الملك، وقلت أنهم على الأقل إذا لم يوقرونني سيوقرون الملك، ولكن الإنسان الذي لا يستحيي يظل يبحث". وبخصوص وضعه المالي، قال ابن كيران إنه لم يكن يملك شيئا طيلة حياته تقريبا، مجددا التذكير بأن المنزل الذي يعيش فيه هو ملك لزوجته، مشيرا إلى أنه لا يملك "لا فيلا ولا شقة ولا منزل لا هم يحزنون، والوالدة بعد وفاتها تركت شيئا بسيطا في فاس، ولا أعرف من سيتصرف فيه في إطار الورثة"، وفق تعبيره. وكشف المتحدث أن المبلغ الذي يملكه حاليا لا يتجاوز 10 آلاف درهم موزعة على 4 حسابات بنكية أنشأها لأسباب في أوقات معينة، مشيرا إلى أنه قسَّم أمواله على مصاريفه اليومية، وطلب من زوجته أن تصبر معه ل 3 أشهر إلى أن يجد حلا لوضعه المالي، وإلا سيضطر إلى طلب التقاعد الخاص برئيس الحكومة، حسب قوله. وأردف بالقول: "لم أكن أريد طلب التقاعد لعدة أسباب، واحد منها أنني لم أرضى لأن عندي كرامة، وتزيارت القضية عندي شوية، وطلبت من الإخوان في الحزب أن يتحملوا المصاريف التي كنت مكلفا بها في الحزب كرئيس حكومة سابق، وأوفوا بذلك بعد شد وجدب، إذن كيف سيعيش ابن كيران، كنت أفكر في البحث عن عمل". وأوضح أن الراتب الذي كان يتقاضاه حين كان رئيسا للحكومة، كان يقسمه بين مساهتمه في الحزب والباقي على منزله، وتابع قوله: "حين خرجت من رئاسة الحكومة منحوني 300 ألف درهم، فقبل أن أكون رئيسا للحكومة كان رصيدي لا يتجاوز 10 آلاف درهم، وحين أصبحت رئيسا ظل رصيدي يتراوح في حدود 100 درهم ألف تقريبا". وأشار إلى أن رئيس الحكومة له الحق في تقاعد الوزراء وفق ظهير ملكي، قائلا: "بعد خروجي من رئاسة الحكومة، أخبروني بحقي في التقاعد بعد العام 2018، حينها جمعت ما أملك من أموال وقسمتهم للتصرف فيهم كل شهر في انتظار وصول ذاك التاريخ، نعم كنت أفكر في التقاعد، لكن أيضا كنت أفكر في العمل". وحول إمكانية عودته إلى العمل، يرى زعيم البيجيدي السابق، أن رئاسته للحكومة جعلت منه شخصا معروفا جدا، وهذا الأمر كان يعيق تحركاته في كل مكان، يقول موضحا: "كيف سيعيش بنكيران؟ قلت مع نفسي أريد العمل لكن كيف؟ يا ريت لو يتركونني إذا ذهبت إلى مقهى أو مرحاض، وحتى في الصلاة أصلي في نهاية الصفوف خارج المسجد لأعود سريعا للبيت". وتابع قوله في نفس السياق: "كل من يلتقي بي يصور ويعانق ويقبل وهناك من يحتج ويطلب شيئا، وهناك من هو مُرسَل ومبعوث، فلم أعد أستطيع التحرك بارتياح"، لافتا إلى أن خبر ضائقته المالية شاع وسط قادة حزبه المقربين منه، قبل أن يصل الخبر في النهاية إلى الملك الذي تدخل. وبخصوص سيارته، أوضح ابن كيران أنها ليست تابعة للدولة بل سيارة شخصية للملك، منحها له مباشرة بعد إعفائه، مضيفا: "يجب أن يكون للناس حياة، هذا تصرف شريف من ملك شريف وفي إطار القانون، ولست أنا الأول الذي يستفيد من ذلك، فالملك لم يعطي لجطو معاشا لأنه غير محتاج، لكنه أعطى المعاش لليوسفي". واعتبر أن فترة رئاسته للحكومة كانت "من بين أحسن 5 سنوات في المغرب، رغم محاولات الإفشال التي لم تتوقف"، مشددا على أنه "لو كان الملك يرى أنني لا أستحق ذلك المعاش لما فعل هذا معي، المعاش ليس أمرا محرجا بل مشرف لي وللحزب، فأين المشكل؟ هذه خطوة مشرفة أنا أعتز بها"، على حد قوله.