تألق القفطان المغربي، من خلال تشكيلة متميزة من هذا الزي الأصيل، وفن الطبخ بنكهاته وتنوع أشكاله، في أمسية فنية ثقافية أقيمت، مساء أمس الإثنين، بأحد فنادق القاهرة. فخلال هذه الأمسية، التي نظمتها سفارة المملكة بمصر، وحضرها وزراء سابقون ودبلوماسيون وشخصيات من عالم المال والأعمال والفن والثقافة، استمتع الحضور بعروض من الزي المغربي الأصيل، استأثر خلاله القفطان بإعجاب الحاضرين الذين اكتشفوا تصاميم مبتكرة من هذا الموروث لمصممة الأزياء المغربية سلمى الدباغ. وتخلل الحفل أيضا تقديم أطباق من فن الذواقة المغربية بتنوع أشكالها، تعكس أسلوب ونمط الضيافة المغربية، فضلا عن تقديم أغان من أداء الفنانة المغربية جنات. واستهدف تنظيم هذا الحدث، التعريف بالزي التقليدي وبغنى الطبخ المغربي، فضلا عن تعزيز وتعميق التبادل الثقافي بين البلدين. وفي كلمة بالمناسبة، قال سفير المملكة بالقاهرة، أحمد التازي، إن هذه الأمسية هي احتفاء بفن الطبخ وبالقفطان المغربيين، باعتبارهما موروثين أصيلين من تجليات الحضارة المغربية. وسجل أن الطبخ المغربي الذي ذاع صيته عبر العالم، ما هو إلا نتاج تراكمي بدأ بمعرفة السكان الأوائل بما تزخر به الأرض من توابل وأعشاب، وتغذى من روافد تنوعت بتعدد المشارب التي أغنت مظاهر الثقافة المغربية الافريقية والعربية والمتوسطية، ليتعزز هذا الرصيد بإسهام أندلسي أواخر القرن الخامس عشر. كما قدم لمحة عن الزي المغربي الأصيل وتحديدا القفطان الذي اكتسب شهرة تجاوزت حدود الوطن وأصبح يعرض ويأسر الحاضرين في مختلف محافل الأزياء العالمية المرموقة. وعبر الحاضرون عن انبهارهم بجمالية وتناغم ألوان وأشكال القفطان المغربي الذي يعتبر برأيهم من أفضل ما جادت به الصناعة التقليدية المغربية، والذي أضفى عليه المصممون طابعا عصريا. كما عبروا عن إعجابهم باحتفاظ فن الطبخ المغربي بأصالته وخصوصياته ما جعل منه واحدا من أحسن وأجمل المطابخ العالمية. وفي هذا الصدد ، أكد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي أن الفن والثقافة ساهما في تمتين وترسيخ العلاقات بين البلدين، مبديا إعجابه الكبير بفن الطبخ وباللباس المغربيين الأصليين. وقال “شكلت هذه الأمسية رحلة في ثنايا موروثين تقليديين يعبران عن عمق وأصالة شعب عريق ينتمي إلى حضارات متعددة وعريقة، انصهرت كلها وأعطت حضارة مغرية عظيمة واصيلة”.