شن الباحث المغربي في العلوم السياسية خالد يايموت، هجوما على ما سماه "تحالف الحداثي مع الصوفي" في المغرب، والذي يهدف إلى "عزل التدين المجتمعي الحركي، والزحف ضد الديمقراطية والتجديد الديني"، حسب قوله. وأضاف الأستاذ الجامعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن "النظام السياسي المغربي يعتبر البودشيشية حائطا ضد التدين الحركي والتجديد الديني"، معتبرا الحداثي يتصور الخرافة رافعة نحو هاوية الدين والنظام السياسي المغربي، حسب وصفه. وتابع يايموت في هذا الصدد قائلا، "لا يستطيع الحداثي أن يتحدث باسم الحداثة والتحديث السياسي أو باسم الديمقراطية على الخرافات البودتشيشية، وتبني الدولة المغربية للخرافة باسم الحداثة والانفتاح الديني". وأشار الباحث في التدوينة التي عنونها ب"التقدمي الخرافي والصوفي الخرافي"، إلى أن الحداثة والديمقراطية تصبحان سلطويتان بدعم الخرافي الصوفي، مشددا على أن المشكل في المغرب يكمن في "الخرافات الصوفية والخرافات الحداثوية المتحالفة مع الخرافات الدينية"، وفق تعبيره. واعتبر يايموت أن "الحداثي الخرافي يتحالف موضوعيا مع ما يتصوره عزل التدين المجتمعي عن الحركي"، مضيفا "التحالف بينهما موضوعي ومعقد، لذلك يسكت الحداثي عن الخرافي، ويدعم الخرافي الحداثي، في سكوت تام". هذا وكانت احتفالات الطرق الصوفية بالمغرب في ذكرى المولد النبوي، قد لاقت انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الطريقة البودشيشية التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف مريديها من مختلف مناطق العالم. ويعلق المنتقدون على طريقة احتفال الصوفيين بالمولد النبوي، باعتبارها خرافات وتشويها للدين ومحاولة للتصدي للتدين الحركي، منتقدين الدعم الرسمي للدولة لهم، في حين يرى آخرون أن الطرق الصوفية تنقذ الكثير من الشباب من الوقوع في مصائد التطرف والإرهاب، من خلال توفير أجواء روحية تستقطب الآلاف من المغرب وخارجه.