في النفس البشرية ميول حيواني ، أقول البشرية وليس الإنسانية ، ميول ضاغط يفور بعلامات فعل الشر كلما عجز البشر عن الحوار الإنساني السلمي المقنع ، فيلجأ الشرير إلى فرز سلوك حيواني قد يبلغ حد الخطر والشراسة ، لأنه سلوك غير مهذب بالتربية والتعليم ، وغير مضبوط بالأخلاق والقانون والدين. وعندما يميل ” البشر ” إلى إعمال سلوك الحيوان فيه ضد الإنسان ، فانتظر منه كل شيء ؛ انتظر السب والضرب ، وربما الجرح والقتل .. ، لأن كل ذلك ناتج عن غيض داخلي تمور به النفس البشرية ، الشيطانية ، الأمارة بالسوء ، التي إذا وجدت غايتها السلبية ، انطلقت كاسحة تأتي على الأخضر واليابس ، فلا فرق لديها في فعل الانتقام بين رئيس أومرؤوس. كان في بلدي المغرب ، ومازال ، خصوصا بين البشر الجاهلين ، الذين ضربتهم ظاهرة الإرهاب في كابح فرملة السلوك ؛ الذي هو الدين ، وأدخلتهم في حيرة الوجود والشك في علامات الكبح والتوقف الأخلاقية التي جاءت بها كل الديانات ، وما تنذر به تلك العلامات من وعد ووعيد ، وترغيب وترهيب .. ، فتمرد البشر وأضحى الرجل في سوق البادية ينظر لخصمه ممررا كف يده على لحيته منذرا إياه بالانتقام ،( والله لا بقات فيك ) ، وغيرها من إشارات رد الفعل الشَّري البشري ضد الإنسان. واليوم ونحن نلعب بهواتفنا الذكية ، وأغلبنا لا يفقه الشيء الكثير في ما تحمله هذه الهواتف من حسنات التعليم التعلم ، والتكوين والتدريب ، والتثقيف والإفادة ..، لأن ذلك يتطلب منا قناعة خيرية حسنة ، يعود بها أبناؤنا ، شغوفين بحبها ، من مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم ، التي للأسف أغلب شبابنا لم يتخرج منها بالشيء الكثير ، من تكوين وعلم غزير ، بل أضحى شبابا مرتكنا إلى عزلته في المقاهي والبيوت ، والشوارع والدروب ، يبحر في اللهو والفراغ ، لأن مدارسنا ومعاهدنا لم تصاحبه في لعبته الفاتنة الجديدة ؛ وآلياتها التكنولوجية الرقمية. للأسف لم يستغل شبابنا ما حملته التكنولوجية الرقمية من حسنات وخير للإنسانية ، فحاد عنها وانغمس في سلبيتها البشرية ، ووجد ” الهاكر ” السلبي ، لأن هناك غيره إيجابي ، في الشباب مداخل للشياطين الإلكترونية ؛ الرقمية ، تدفعه إلى كل ما قد يتصوره العقل من رداءة وفداحة بالصوت والصورة ، وتزوير الكلام ، وتغيير معالم صور الإنسان واختراق خصوصياته. وبلغ أولئك البشر ، الشياطين، الموجودين بيننا في الوطن وخارجه ، الذين بلغوا درجات في العلم الطالح ، لم يبلغوها في معاهد العلم الصالح ، فارتكنوا إلى آلياتهم الرقمية في كل مكان ، يسبوننا وقادتنا وسياسيونا دون رحمة أو حياء .. ، فليسبونا كما يشاءون ، فنحن منهمكون نبني ازدهار وطننا ، مغربنا ، لكننا نعدهم بخروج هاكرات إيجابية لإعمال القانون وحقوق الإنسان من ذاكرة هواتفهم ، ولوحاتهم وكمبيوتراتهم ، وهم هاكرات عادلون لن يرحموهم إلا إذا تابوا توبة نصوحة.