قال حقوقيون بمدينة اليوسفية إن المدينة “بمختلف مكوناتها تعاني غياب جسر تواصلي بين قسم التنمية المستدامة للمجمع الشريف للفوسفاط لمنطقة الكنتور اليوسفية وفعاليات المجتمع المدني المحلي، زكته عريضة موقعة من عدد من هذه الأخيرة”، مستنكرين سلوكات “مدير قسم التنمية المستدامة بالمجمع الشريف للفوسفاط باليوسفية الذي أصبح يتعامل وكأن هذه المؤسسة هي ملك خاص به”. جاء ذلك في بلاغ للمكتب الإقليمي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان باليوسفية، والتي أكدت أن “مظاهر هذا الغياب تتجلى في غياب الحكامة الجيدة التي تتسم بالشفافية والمصداقية إذ لا يمكن الحديث بتاتا عن تنمية مستدامة بدون مقاربة تشاركية، فضلا عن الحديث عن نهوض المجمع بدوره كمؤسسة وطنية اقتصادية في مواكبة الديناميات المحلية بصفة عامة ودينامية المجتمع المدنية في ظل اقتصار تعامل قسم التنمية المستدامة للمجمع الشريف للفوسفاط لمنطقة الكنتور اليوسفية على جمعيات وتعاونيات بعينها”. واتهم البلاغ الذي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، المسؤول المذكور، ب”إقصاء عدد كبير من الجمعيات ومن الأندية الرياضية بالمدينة من الاستفادة من خدمات المنشئات والقاعات الرياضية التابعة للمجمع ليزيد المشهد قتامة بفضل الكم الكبير من الحواجز التي تعترض سبيل من يفكر في زيارة مسؤول هذا القسم بسبب كثرة التعقيدات، ناهيك عن العجرفة وسوء المعاملة التي يتميز بها مما يحول دون تواصل ناجع وفعال مع فعاليات المجتمع المدني المحلي”. وحتى على مستوى فرص الشغل، يضيف المصدر ذاته، “نجد أن المجمع الشريف للفوسفاط لمنطقة الكنتور اليوسفية يساهم في تفاقم نسبة البطالة داخل الإقليم من خلال إعادة إدماجه لعمال متقاعدين لديه وفرضهم على الشركات المناولة لمنطقة الكنتور مما يحرم الفئة الشابة من هذه الفرص”، مضيفا أن “ما يمكن أن يجسد قمة العبث والاستهتار الذي يتسم به مدير هذا القسم الذي يمني النفس بالتقاعد بعد بضعة أشهر هو ضربه عرض الحائط أوامر صاحب الجلالة من خلال تعطيل عدد من المشاريع الملكية التي تم تدشينها بالإقليم باعتبار المجمع التزم بها”. وعبر الفرع الإقليمي للرابطة باليوسفية عن “استنكاره للعقلية التي تدير قسم التنمية المستدامة وكأن هذه المؤسسة في ملكيتها الخاصة”، مطالبا ب”إعفاء مدير قسم التنمية المستدامة للمجمع الشريف للفوسفاط باليوسفية على خلفية إخفاقه في مهمته والتي يمكن أن يشهد بها القاصي والداني بالإقليم”. كما شدد على “إدانته للوضع الذي ترزح تحته المدينة وساكنتها بفعل تملص المجمع الشريف للفوسفاط عن النهوض بمسؤولياته في هذا المجال”، مطالبا ب”فتح تحقيق في الدعم المقدم للجمعيات التي خلقت على المقاس مع الحرص على تبيان أوجه صرفه”، داعيا “إدارة المجمع الشريف باليوسفية إلى اعتماد مقاربة تشاركية تستهدف النهوض بمختلف مناحي الحياة باليوسفية والكف عن منطق الإقصاء الذي أسس له مدير هذا القسم خلال الفترة الماضية”.