أفادت وزارة الداخلية الفرنسية، أنه تم تسجيل 1200 حالة اعتقال في صفوف القاصرين المغاربة غير المصحوبين، منذ بداية العام 2018، بزيادة بلغت 52 في المائة مقارنة مع العام الماضي الذي اعتقلت فيه الشرطة حوالي 813 قاصرا. وكشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، أن الاعتقالات في صفوف القاصرين المغاربة غير المصحوبين في تزايد بفرنسا، وأن الظاهرة تؤرق مختلف الأجهزة الأمنية خصوصا بعد ارتفاع السرقات، والتي كان أخرها أواخر شهر يوليوز الماضي، حيث ارتمى قاصر مغربي على مسنة فرنسية وأسقطها أرضا في محاولة منه لسلبها حقيبتها في مشهد عنيف صورته كاميرات المراقبة. وبحسب المصدر ذاته، فإن أغلب هؤلاء يستقرون بمنطقة “كوت دوغ” ضواحي باريس، ويجوبون الشوارع بحثا عن ضحايا لسرقتهم، حتى يتمكنوا من توفير الأكل للبقاء على قيد الحياة. وقالت “لاتيسيا ديرفيلي” نائب المدعي العام في باريس ورئيس قسم القاصرين، “إنهم صغار جدا، بين التاسعة والعاشرة من العمر، أجسادهم بها أضرار بليغة، بسبب عنف الشوارع، وتضررت أيضا نفسيا بسبب تعاطيهم لمخدرات مختلفة، وهم يرفضون أي اتصال مع الكبار من أجل رعايتهم”. وأوردت الصحيفة الفرنسية المذكورة، أن تدفق القاصرين المغاربة غير المصحوبين إلى العاصمة الفرنسية باريس، دفع بعمدة هذه الأخيرة، إلى الاستعانة في يونيو الماضي بمسؤولين أمنيين مغاربة من أجدل تحديد هويات هؤلاء المهاجرين، في حين لم تستمر مهمتهم إلا شهرا واحدا. ووصل القاصرين المغاربة غير المصحوبين إلى باريس في ربيع عام 2016، وذلك بعد مرورهم عبر إسبانيا، بحسب “لوباريزيان”، كما أنهم موجودون في مدن أوروبية أخرى، مثل السويد، التي رحبت بهم. ونقل المصدر ذاته، عن قضاة التحقيق، أن القاصرين المتواجدين بباريس ينصحون أقرانهم بالهجرة إلى العاصمة الفرنسية من أجل جمع الأموال عن طريق السرقات، وهو الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية بفرنسا إلى فتح بحق قضائي سنة 2017 لكشف لغز هجرتهم الجماعية. ولحد الآن، لا تظهر التحقيقات وجود شبكات للهجرة، ولم يتم التوصل إلى وجود وسطاء يعملون في هذا الإطار، كما هو الحال لنزوح القاصرين في أوروبا الشرقية مثل ما تقوم به “عشيرة حميدوفيتش”، وهي مافيا صغيرة، بحسب “لاتيسيا ديرفيلي”. وما يثير قلق فرنسا، هو ان التحقيقات كشفت أن هؤلاء القاصرين ليسوا بأيتام، بل على العكس، تبين أنهم على تواصل مع عائلاتهم التي تقيم في المغرب وغالبا بمدينة فاس، عبر شبكات التواصل الاجتماعي.