تعيش سبع جماعات ترابية بالمنطقة الجبلية تافراوت باقليم تزنيت، على وقع خصاص مهول في القطاع الصحي. ويعمل على توفير الخدمات الصحية بالمنطقة، مستوصف محلي وحيد بمدينة تفراوت، وبعض المراكز الصحية، تفتقر للتجهيزات الضرورية. وتضطر اغلب الحالات الحرجة، كالتي تعرضت للسعات الافاعي والعقارب والولادات الحرجة، توجيهها نحو المستشفى الإقليمي الحسن الأول بمدينة تزنيت، وتقطع ازيد من 100كلم، في طريق مليء بالمنعرجات والمرتفعات والمنحدرات الخطيرة، وقد تمتد رحلة العلاج إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني أكادير. وسعيا إلى إيجاد حل لهذا المشكل العالق، والذي ضلت ساكنة هذه المناطق تنادي به، عبر وقفات احتجاجية وعرائض للمسؤولين، وأسئلة وصلت قبة البرلمان اكثر من مرة، علمت العمق بأن المجلس الاقليمي لتيزنيت صادق بالاجماع،في إطار دورته العادية المنعقدة بداية هذا الأسبوع، بالموافقة على طلب استخراج قطعة أرضية تبلغ مساحتها حوالي 4 هكتارات من الملك الغابوي لإحداث المستشفى المحلي بتافراوت. وكان إحداث هذا المرفق الصحي بالمنطقة قد واجهته صعوبات كثيرة، أولها غياب العقار، لكون أغلب الأراضي تابعة للمياه والغابات، وفي هذا الصدد قال المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بأن” لجنة تابعة لإدارة المياه و الغابات تم تكليفها من أجل اختيار قطعة أرضية خالية من جميع التعرضات، من أجل إنشاء هذا المرفق العمومي”. وأضاف ذات المتحدث في تصريحه للعمق:” توفير عقار لمرفق المستشفى المحلي العمومي، يكتسي صبغة المنفعة العامة حسب ظهير 1917، مما يجعل عملية استخراج القطعة الأرضية من الملك الغابوي وتفويتها لفائدة وزارة الصحة أمرا سهلا و ميسرا.”. من جهته قال عبد الله غازي رئيس المجلس الاقليمي لتيزنيت بأن” المشروع يعتبر حلما حقيقيا لساكنة المناطق الجبلية بتفراوت، وتكمن أهميته في الاحتجاجات الشعبية التي ظهرت خلال العشر سنوات الأخيرة، وطالبت الساكنة من خلالها من المسؤولين ترقية المركز الصحي المحلي ليصبح مستشفى محلي”. واضاف الغازي في تصريحه للعمق:”المجلس الإقليمي لتيزتيت عقد قبل اربع سنوات دورة عادية بجماعة تارسواط، وكانت نقطة انشاء مستشفى في المنطقة الحبلية حاضرة وبقوة، واكبر عائق واجهنا حينها، هو غياب الوعاء العقاري”. “واستجابة لعدد من الشكايات والوقفات الاحتجاجية والعرائض، ارتأى المجلس الاقليمي التدخل ميدانيا، من خلال ربط اتصالات مكثفة مع مندوبية المياه والغابات من أجل الحصول على عقار بالمنطقة، وتم التداول في شأن استخراج جزء منه بهامش مدينة تافراوت، لبناء مستشفى محلي، وهو المطلب الذي وافقت عليه المندوبية السامية للغابات، والكرة الآن بملعب وزارة الصحة لبناء المستشفى”يقول غازي. محمد قاسيمي ناشط جمعوي بالمنطقة، بأن “الكل يعلم بأن تردي الخدمات الصحية بمدينة تافروات مؤخرا وصل مستوى خطيرا، وبات يشكل تهديدا لحياة الساكنة، نظرا لافتقار المنطقة لمستشفى محلي يليق بساكنتها الموزعة على سبع جماعات، بالاضافة الى مواطنين قادمين من تاروادنت وطاطا لتلقي العلاجات الضرورية ، ونفدت الساكنة والمجتمع المدني سلسلة من النظالات من اجل تحقيق هذا المطلب، واليوم تنتظر تحقيقه”.