قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه في الوقت الذي كان فيه "الربيع العربي" يستهدف في عدد من الدول الأنظمة الفاسدة، فإن حملة المقاطعة بالمغرب كانت تستهدف الشركات الخاصة، والأشخاص ذوي النفوذ في البلاد، أو من أسمتهم ب"كبش الفداء"، مضيفة أن وزير الاقتصاد محمد بوسعيد الذي أقاله الملك كان آخر ضحايا "ارحل" المغربية. جاء ذلك في مقال تحليلي للصحافي "برتراند فوريه"، والذي أضاف أنه "في ربيع 2018، أطلق مجهولون على شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب حملة للمقاطعة تستهدف ثلاثة شركات رائدة في البلاد، وهي شركة إفريقيا للمحروقات، وشركة مياه سيدي علي المعدنية، وشركة "سنطرال" التابعة لشركة "دانون" الفرنسية". وأشار المتحدث ذاته، أن حملة المقاطعة على عكس "الربيع العربي" لم تكن شائعة، وتبدو أنها استراتيجية سرية للأحزاب السياسية القوية، هذا على الأقل رأي عالم الاجتماع عبد الرحمان رشيق، الذي قال "يمكننا أن نطرح السؤال حول من له المصلحة في مقاطعة العلامات التجارية الثلاث المستهدفة.. هذه الحملة موجهة ضد أشخاص معروفين بمواقفهم السلبية تجاه حزب العدالة والتنمية". وتضيف الصحيفة الفرنسية أن "مالكي شركة إفريقيا، وشركة سيدي علي، هما وزير الفلاحة الحالي عزيز أخنوش الذي يقول عبد الرحمن رشيق إن هذه الحملة ليست الأولى ضده، ومريم بنصالح رئيسة اتحاد مقاولات المغرب السابقة، والتي "ينظر إليها على أنها امرأة حداثية، وضد البيجيدي"، يضيف المتخصص في الحركات الاحتجاجية بالمغرب. وبالتالي سيكونان الهدف الحقيقي للجهة التي تقف وراء المقاطعة. وبحسب عبد الرحمن رشيق، فإن "الخطاب الذي يتم تناقله على الشبكات الاجتماعية المتعلق بالدفاع عن القدرة الشرائية للفئات الاجتماعية الهشة، لم يعد مشروعا، في رأيي"، متسائلا "هل تشرب الطبقات الفقيرة والهشة المياه المعدنية سيدي علي"، على العكس، يختمرشيق حديثه مع "لوموند" أن "حملة المقاطعة لا يحشد فيها المواطن ضد الدولة أو الحكومة أو البرلمان أو النظام الملكي، بل ضد رموز الثراء بالبلاد. وترى "لوموند" أن "المعارضة هي المستفيدة من حملة المقاطعة حيث وجدت الفرصة جيدة للغاية من أجل ضرب رجل الأعمال عزيز أخنوش الذي يتمتع بشعبية كبيرة في البلاد"، مضيفة أنه "على سبيل المثل حزب الاشتراكي الموحد الذي حصل في الانتخابات فقط على مقعدين، وأصبح في حالة جمود سياسي، قبل أن ينتعش بظهور حملة المقاطعة التي جعلته يظهر على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية". وأشار إلى أن الاشتراكي الموحد "يبدو أنه يركز هجماته على عزيز أخنوش، غير أنه أخفق في التعليق على تقرير اللجنة البرلمانية حول المحروقات الذي صدر في ماي الماضي، حيث أظهر هذا الأخير أنه بتوفير 35 مليار درهم، ستكون الدولة هي المستفيد الأول من تحرير الوقود وليس شركة إفريقيا كما يريد البعض الترويج له".