حل إلياس العماري، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، ضيفا على حزب العدالة والتنمية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، صباح اليوم السبت، ضمن أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه فريق البيجيدي بمجلس الجهة لتقييم حصيلة عمله بالمجلس في إطار مشروع الجهوية المتقدمة. وأثار استقبال العماري في ندوة ضمن اليوم الدراسي للبيجيدي، الكثير من الجدل عللى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة يعتبر من أشد خصوم حزب المصباح، وخصيصا أمينه العام السابق عبد الإله ابن كيران، حيث خاض الطرفان موجهات كلامية على جبهات سياسية وإعلامية. ولقيت صورة العماري وهو يتحدث في ندوة حزب العثماني، ردود فعل متباينة لدى نشطاء الفيسبوك، بين من اعتبر المشهد بداية لعلاقة جديدة بين الطرفين تؤشر لإمكانية قيام تحالف سياسي بعد استقالة العماري من رئاسة حزب الجرار وتخلي الدولة عن دعم هذا الحزب وتوجهها نحو حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة أخنوش، وبين من اعتبر أن استقبال البيجيدي لزعيم البام السابق "انقلاب على التراكم النضالي لحزب ابن كيران". وكشف مصدر حضر اللقاء، أن الكاتب الجهوي للعدالة والتنمية لم يوجه الدعوة للعماري لحضور أشغال اليوم الدراسي الداخلي، إلا أن حضور العماري بمقر الجهة الذي احتضن اللقاء، دفع مسؤولي "المصباح" إلى دعوته للجلسة الافتتاحية وإلقاء كلمته بها، باعتباره رئيسا للجهة. وتداول أعضاء الحزب صورة العماري وهو يجلس جنبا إلى جنب مع الكاتب الجهوي للعدالة والتنمية بجهة طنجةتطوانالحسيمة نبيل الشليح، مع تعليقات غاضبة تعتبر أن "الحزب الذي يرفع شعار محاربة الفساد، انقلب على خطه ومبادئه وشرع عمليا في التحالف مع من كان يعتبرهم رؤوس الفساد والتحكم والاستبداد، وتنازل عن شعار: البام خط أحمر". عضو المجلس الوطني للبيجيدي حسن حمورو، كتب في تدوينة له: "الياس العماري يحضر لقاء دراسيا لفريق العدالة والتنمية بمجلس جهة طنجةتطوان ويلقي كلمة نوه فيها باداء الفريق!! بحثت في ورقة توجهات المرحلة الصادرة عن المؤتمر الوطني الثامن للحزب فلم اجد ما يبرر او يفسر هذه الصورة … احسست بغصة وصرطتها بجغمة ديال الما ورددت في نفسي "واش حنا هوما حنا ولا موحال ايا حزبي ولا موحال" !!". وكتب أحد نشطاء الموقع الأزرق تعليقا على الموضوع: "تمثلات المرحلة الجديدة والمتجلية في الانفتاح على كل شيء كان مرفوضا في المرحلة السابقة" فيما علق آخر بالقول: "أمر غير مقبول بتاتا، وانقلاب على تراكم نضالي مشرف لأننا مقتنعون أنه أصل تجاري فاسد، أتمنى أن لا نكون حطب نضال مرحلة". بالمقابل، اعتبر الناشط منير لرحول، أن حضور رئيس الجهة أو رئيس مجلس المستشارين للأيام الدراسية المنظمة من طرف فريقي الحزب لا يستدعي أن يشكل غصة، لأنهما يمثلان مؤسستين، واستدعاءهما بهذه الصفة لا ينبغي أن يثير هكذا زوبعة كما أن هذه ليست سابقة، وفق تعبيره. ودوَّن ناشط آخر تفاعلا مع الموضوع: "السياسة من حيث التحالفات والاستراتيجية متغيرة وليست تابتة، والعماري بتلبيته دعوة فريق المصباح بصفته كرئيس جهة أبان أنه سياسي براغماتي وينظر باستراتيجية مستقبلية للأمور، بينما نحن نريد أن نبقي على سياق طبع المشهد السياسي من 2007 إلى 2016 وقد انتهى"، مشيرا إلى أن "صفقة التحكم أخذها أخنوش، والعماري بحضوره لهذا اللقاء يرسل رسائل مشفرة لمن يهمهم الأمر". يأتي ذلك في وقت شن فيه الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، هجوما على حزب الأصالة والمعاصرة، في مقال نُشر اليوم السبت تحت عنوان: "مناورة البام المفضوحة في قضية تقاعد البرلمانيين"، معتبرا أن حزب الجرار "حاول الركوب على نقاش معاشات البرلمانيين لصالحه بتوظيف حيل ومناورات رديئة الإخراج، حيث في الوقت الذي يروج إعلاميا بأنه مع إلغاء تقاعد البرلمانيين بمجلس النواب، نجده تقدم بمقترح لإصلاح النظام بمجلس المستشارين، الذي لم يسحبه لحد الآن، كما أنه لم يتقدم بمقترح الإلغاء بالغرفة الأولى"، حسب المقال.