العامل الأول: هو أنه عرف كيف يتعامل مع الانتقادات، التي طالته مذ اعلانه عن لائحة اللاعبين المشاركين في الكان، وخاصة بعن لقاء فنلندا الودي. العامل الثاني: الخطاب الذي ينتجه مع اللاعبين، والذي يمكن اختصاره في العبارة الفرنسية التي تكررها مجمل العناصر في استجواباتها On ne lâche rien. العامل الثالث: رونار فهم جيدا خاصة بعد مقابلة الكونغو، أن كرة القدم في القارة السمراء على الخصوص، تؤمن بالفعالية الهجومية، وليس بكثرة الفرص والاستحواذ على الكرة. العامل الرابع: من تابع رد فعل رونار بعد الفوز على ساحل العاج، سيفهم أن الرجل يعيش حربا مع الصحافة، سواء عندما كان في ليل الفرنسي، أو في ساحل العاج التي حصل معها على اللقب، بعد أن خبر كل أنواع الانتقاد من لدن الصحافة الايفوارية، لكن الرجل يعرف كيف ينتقم لنفسه بتحقيق النتائج الايجابية، نفس الشيء اليوم يحدث له مع الصحافة المغربية، بعد أن قام هذه المرة برد فعل مبكر تجاهها وهو يدافع عن زميله الفرنسي ديسايي مدرب الكوت ديفوار، حيث اتهم الصحافة بعبارات النفاق في التعامل مع النتائج، وأنهم لا يتركون الوقت للمدرب، ولم يستثن في ذلك بعض اللاعبين الدوليين السابقين الذين لا يتوانون عن توجيه انتقاداتهم الساخرة من لاعبي المنتخب، مسائلا إياهم ماذا قدموا هم للمنتخب. إن من يتأمل هذه العوامل خاصة منها الثاني والرابع، سيعرف جيدا لماذا بوسع رونار النجاح، أكثر من أي مدرب بآخر، نظرا لسيكولوجيته، التي تسعفه في تحمل الضغط، وبراعته في رد بعض الضربات -الانتقادات- كلاما وفعلا، كما يتبين كذلك أن المدرب يتابع كل كبيرة وصغيرة، لكنه لا يتأثر، بقدر ما يزيده الامر إصرارا على الانتقام بتحقيق النتائج الايجابية. مسألة أخرى لايفوتنا ذكرها، التركيبة البشرية التي ذهب بها رونار للغابون، والتي لاتضم سوى ثلاثة عناصر أو أربع من ذوي السوابق في الكان، مما يحيل الى أن الرجل أسس لشخصية جديدة تتقمصها المجموعة، وهذا، شبيه نوعا ما بشخصية المجموعة التي قادها الزاكي، فهي أيضا لم تتضمن سوى ثلاثة أسماء مخضرمة، كان أحدها هو العميد النيبت حينها.