لا زال إعلان وزارة التربية الوطنية عن إجراء مباريات التفتيش، يومي 15 و16 يوليوز 2018، دون الإعلان عن نتائج نفس المباريات خلال العام الماضي، تثير ردود أفعال غاضبة في صفوف الشغيلة التعليمية، حيث عبرت كل من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم والنقابة الوطنية للتعليم عن استغرابهما لإعلان هذه المباريات. الجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، راسلت وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي للتعبير عن احتجاجها وتدمرها بعد إعلان مباريات ولوج مسلك تكوين المفتشين التربويين، بدون إعلان نتائج المباريات السابقة خلال السنة المنصرمة، مطالبة بتدخل الوزير ل"تدارك الأمر وتصحيح هذه الاختلالات وإعلان نتائج المباريات السابقة". واعتبرت النقابة في مراسلتها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منها، أن عدم الإعلان عن نتائج المباريات السابقة "يضرب في العمق مصداقية المباريات التي تعلن عنها وزارتكم، ويدخل الشك في نفوس نساء ورجال التعليم"، متسائلة بالقول: "ما الغايات والأهداف من تكبدهم عناء التنقل لاجتياز مباريات تعلن عنها وزارتكم ولا تعلن نتائجها". وسجلت الجامعة الوطنية "استمرار إقصاء أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي من الحق لولوج هذا الإطار إسوة بزملائهم في الابتدائي والثانوي التأهيلي، رغم تنبيهنا لوزارتكم مرار من خلال مراسلات الجامعة وبياناتها وبلاغاتها وخلال الحوار القطاعي إلا أننا نلاحظ استمرار وزارتكم في سياسة الأذان الصماء وإقصاء هذه الفئة رغم الدور الذي تلعبه في العملية التعليمية التعلمية". ودعت النقابة الوزارة إلى إصدار مذكرة تسمح لأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي اجتياز مباريات ولوج مسلك تكوين المفتشين، مشددة على ضرورة "تدارك الأمر وتصحيح هذه الاختلالات وإعلان نتائج المباريات السابقة"، وفق المراسلة ذاتها. من جهتها، قالت النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن الوزارة تتجاهل انتظارات الشغيلة التعليمية وتساؤلاتها، وتعلن عن تنظيم مباراة جديدة برسم السنة الحالية دون تحديد مصير المباراة السابقة، معتبرة أن "العبث وصل إلى درجة الإعلان عن حاجيات أقل من السنة الماضية (الفلسفة، علوم الحياة والأرض، الفيزياء والكيمياء، العربية، والتربية الإسلامية…)". وأشارت النقابة في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن تعامل الوزارة هذا يُظهر "وكأن الحاجيات في تناقص، في مفارقة غير مسبوقة، والحال أن المنظومة تعرف خصاصا مهولا، متزايدا، في أطر المراقبة التربوية"، مستنكرة ما سمته "العبث في تدبير منظومة من حجم وحساسية منظومة التربية والتكوين". وطالب النقابة التعليمية المذكورة، وزير التربية الوطنية بإخراج نتائج مباراة التفتيش للسنة الماضية إلى جانب الإبقاء على مباراة هذه السنة بالنظر لحجم الخصاص في أطر المراقبة التربوية، حسب البلاغ ذاته. وكشفت الوزارة في إعلانها أول أمس الإثنين، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن عدد المقاعد المتبارى عليها في مباريات التفتيش لهذا العام، بلغ 570 مقعدا، 200 منها في سلك التعليم الابتدائي و310 في السلك الإعدادي و60 في السلك الثانوي، حيث ستُجرى المباريات الوطنية في 6 أكاديميات، مشيرة إلى أن آخر أجل لإيداع ملفات الترشيح هو 5 يوليوز المقبل. ولم تكشف وزارة التعليم أي توضيحات حول سبب عدم كشف نتائج مباريات التفتيش التي نُظمت يومي 20 و21 ماي 2017، كما لم توضح دوافع إعادة إجرائها هذه السنة، حيث كان من المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج المباراة الكتابية يوم 29 ماي 2017، والنتائج النهائية يوم فاتح يونيو الماضي، حسب ما جاء في مذكرة كانت قد وزعتها الوزارة على الأكاديميات العام الماضي، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها. إعلان الوزارة عن تنظيم نفس مباريات التفتيش التي أجريت السنة الفارطة دون كشف نتائجها، أثار غضبا واستغرابا شديدين في صفوف الأساتذة الذين اجتازوا تلك المباريات وظلوا ينتظرون نتائجها لأزيد من عام، خاصة وأن عددهم كان قد قارب العشرة آلاف مترشح، وذلك في مباريات تُصنف على أنها "مباريات ثقيلة" في قيمتها ويتقدم لها أساتذة أكفاء. وهاجم مجموعة من الأساتذة وزارة التعليم بسبب إعادة إجراء المباريات المذكورة، معتبرين في تدوينات لهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا الإجراء "غير المفهوم" ويضرب في مصداقية المباريات التعليمية بالمغرب، معبرين عن حالة غضب عارم في ظل الآمال الذي كان يعقدها عدد منهم على هذه المباريات. ولفت الأساتذة الذين اطلعت "العمق" على تدويناتهم، إلى أنهم كانوا قد تكبدوا عناء السفر لاجتياز تلك المباريات التي أجريت على مدى يومين، واضطرارهم للمبيت في الفنادق، دون أن تقدم الوزارة أي توضيح عن أسباب عدم إعلان نتائجها، خاصة وأن مثل هذه المباريات تكلف الدولة مصاريف مهمة وموارد بشرية لتنظيمها، حسب تعبيرهم. كما أعلن أساتذة عزمهم رفع دعوة قضائية مستعجلة عبر المحكمة الإدارية بالرباط، ضد وزارة التربية الوطنية بسبب إعادة إجراء مباريات التفتيش دون كشف نتائج السابقة منها، مطالبين باقي الأساتذة في كل جهة بجمع توقيعات وكتابة رسالة تَظلُّم على وجه السرعة.