قراءة إعلامي عاد إلى أرض الوطن، حينما تحولت النافدة التقليدية إلى حقل لا ينتج إلى المحاصيل الهزيلة أو الممتلئة بالرتابة والملل ، كانت المنصات الرقمية و قنوات " التولك شو " و بعض من المواقع التي تقدم برامج مصورة، أبطالها شباب مغمورين بين أربعة جدران، الملاذ الأفضل والأكثر أريحية لملايين المغاربة و سلوك جماعي أصاب الكل، حيث أصبح الخبر الرقمي يأثر و يتحكم في ذهنية المواطن بسرعة كبيرة في وقت فشل الإعلام التقليدي في تغيير ذهنيته المتهالكة، فكيف له بتربية و تخليق حياة ملايين المغاربة . نعم ، " الشباب الرقمي " و إن صحت التسمية فإنني لا أنكر جدلا أنهم يتوفرون على التجربة و حسن استخدام مميز يمكّنهم من تحليل المحيط و قراءة ما يحب و لا يرغب، كما أنه حاليا، قد أصبح مالك المفاتيح لعدد ليس بالهين من مواقع التواصل الإجتماعي و المواقع الإخبارية حيث تحولت الأخيرة إلى إمبراطورية عملاقة رائدة في التواصل مع المواطن بلغة سلسة يفهمها الكل . كما أن صناعة المحتوى الترفيهي وخدمات البث الحي، دفعت بمستثمرين من خارج الأسرة الإعلامية إلى شراء حصص و دعم مواقع و منصات إخبارية لما في ذلك من نفع معنوي كبير و تعبأة إيديولوجية محضة و أخيرا و ليس آخرا مردودا ماديا كبيرا لا يستهان به. إذًا، يمكننا القول إن تميز المحتوى، هو أول باب يهدد الإعلام التقليدي و الجرائد الإخبارية التقليدية ، إضافة إلى حسن استخدام خدمات الشبكة على كل الأجهزة المتصلة بالإنترنت بداية من الشاشات الذكية والحواسيب الشخصية والأجهزة اللوحية انتهاء بالهواتف الذكية. أما عن مساوئ هذه المنصات المؤثرة أبينا أم كرهنا، فقد تتجسد الإشكالية في وضعية الحالة النفسية و الإجتماعية للشباب الرقمي الرائد و المتحكم في هذه المنصات من جهة ، و كيفية التعامل مع مصدر المواد أكانت خبرية أم ترفيهية ليقدمها للعامة ... و مع كل هذا و لأن هناك فراغ إعلامي و ترفيهي كبير في بيوت المتلقي ، ستضل شهيته متفتحة على الإبحار و إلقاء إطلالة في هذه المنصات المؤثرة بشكل يومي و على مدار الساعة، داخل و خارج الوطن. حتى السينما التقليدية خائفة... في قلوبهم غُصة ، و في قلوب الشباب خُطة... بعدما مرت السينما المغربية من مراحل طويلة من أجل أن تكون مساهمة في تخليق المشهد العام للمجتمع المغربي، حيت تحولت عبر تطور مهم من العروض الثنائية إلى العروض الجماهيرية، لتصبح تجربة المشاهدة الجماعية عنصرا أصيلا في الخبرة السينمائية المغربية ، يخرج مرة أخرى ذلك المرعب أو الوحش المخيف "يوتيوب " . يعتبر " يوتيوب " بمنصة العرض العالمية المجانية ، حيث حولها شباب المغرب إلى شاشة عروض مفتوحة لإنتاجات و أعمال منها ما تم ترشيحه لجوائز عاليمة رغم الإمكانات اللوجيستية التي أُنتجت بها . و بهذا أقول ، أن أي فرصة جديدة لمحاولة تمييع الإعلام التقليدي أو قتل الطاقات الإعلامية المغمورة ، لن يزيد الطين إلا بلة، بل إن الإعلام الرقمي قد يأخد مأخدا جديدا في المغرب، و قد يُطلق عليه في قابل الأيام تسميةََ : " السلطة السادسة أو السابعة " و لما لا !!!...