أطلقت فيسبوك، الخميس الماضي، خدمة "ووتش" للمستخدمين في الولاياتالمتحدة التي تتيح للناس بث عروض الفيديو على منصتها للتواصل الاجتماعي، في محاولة منها لاقتطاع حصة من سوق إعلانات الفيديو الذي تستحوذ يوتيوب على جزء كبير منه. وينقل المعلنون باستمرار ميزانيات الإعلان من التلفزيون إلى الإنترنت مع هجرة المشاهدين إلى مشاهدة العروض على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية. وباستخدام خدمة "ووتش" التي بدأت فيسبوك بتجربتها في وقت سابق الشهر الماضي، أصبح بإمكان المستخدمين مشاهدة مئات العروض من خدمات ترفيهية مثل "فوكس و"بزفيد" و"ديسكفري" ووالت ديزني وأي بي سي، وكذلك العروض الرياضية الحية مثل "دوري البيسبول" الأميركي. ووفق بيانات شركة "إي ماركتر" فإن الأميركيين يمضون 73 دقيقة يومياً في مشاهدة محتوى الفيديو الرقمي بزيادة 7% عن العام الماضي، في المقابل فإن نسبة مشاهدة التلفزيون هبطت 2% مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 244 دقيقة يوميا، وهو توجه يُتوقع أن يستمر. وقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر في أيار الماضي أن فيسبوك تدفع لبعض صانعي المحتوى الرئيسيين لجذب الانتباه، ويقدر ما تدفعه بين عشرة آلاف و35 ألف دولار للعروض القصيرة، وحتى 250 ألفاً للعروض الطويلة، لكن الشركة ترفض التعليق بشأن مقدار ما تدفعه على العروض. ورغم ذلك، يؤكد دان روز نائب الرئيس لشؤون الشراكات إن فيسبوك لا تخطط لجعل شراء المحتوى جزءاً مركزياً في إستراتيجيتها، ولكنها ترغب بتوفير "محتوى جيد" للمستخدمين، مشيراً إلى أن فيسبوك تخطط نهاية المطاف إلى جعل المنصة متاحة لأي شخص لتقديم عروض الفيديو للموافقة عليها ومشاركة 55% من عائدات الإعلانات. وستساعد خدمة "ووتش" فيسبوك في ترسيخ مكانتها إلى جانب يوتيوب -الشركة الرائدة في مجال الفيديو الرقمي- عند المعلنين، وفق ما يقول بول فيرنا المحلل الرئيسي بشركة إي ماركتر. وتقول فيسبوك إن "ووتش" ذات طابع شخصي وتوجه اجتماعي أكثر من الخدمات المنافسة، فهي تستطيع على سبيل المثال اقتراح العروض استناداً إلى اهتمامات المستخدم، وبإمكان الأصدقاء مشاركة أفكارهم أثناء مشاهدة الفيديو.