هو مشروع "غرين تك فالي" المقام بمحاذاة قنطرة الحسن الثاني قرب باب المريسة بسلا، وبعد أن استغرقت أشغال تشييده قرابة عامين، وكلف 2,5 مليار درهم (250 مليار سنتيم)، جاءت "غضبة ملكية" لتسقطه وتقضي بهدمه. وكانت وكالة تهيئة ضفتي "أبي رقراق" قد أصرت على تشييد المشروع رغم وجود تحفظات كثيرة حول طمسه معالم المدينة ونواحيها، لتجد الوكالة نفسها وسط ركام الهدم والردم الذي باشرته تحت ضغط التعليمات الملكية التي تقضي بمسح المشروع عن الوجود. وقد حاولت جريدة "العمق" لمرات عديدة أخذ رأي وكالة تهيئة ضفتي "أبي رقراق" دون جدوى، في ما يشبه سياسة صم الآذان والتكتم عن المعلومة. وكان قد أُعلن عن انطلاقة مشروع "كرين تيك فالي" (مدينة الأعمال والترفيه والصحة) الرسمية، في 2016 بهدف تشكيل صلة وصل مع المشروع الكبير لتهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، في حين كان المتوقع أن يتم تسليمه كاملا في نهاية سنة 2018. اقرأ أيضا: بسبب غضبة ملكية .. بدء هدم مشروع ب"أبي رقراق" قيمته 2.5 مليار درهم وقد تم بتاريخ 10 أبريل 2018 بمنطقة البحر الميت بالأردن، التوقيع على اتفاقية شراكة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في رأس مال شركة «ماريتا غروب» المغربية، المكلفة بإنجاز مركب الواحة الخضراء (غرين تيك فالي) على ضفتي أبي رقراق. ووقع الاتفاقية كل من رحال بولغوط، الرئيس المدير العام لمجموعة «ماريتا غروب »، وعبد اللطيف الحمد، المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبندر حجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وذلك على هامش أشغال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية، التي شهدت مشاركة وفود الدول الأعضاء من ضمنها المغرب. ويقع المركب، الذي تبلغ تكلفة إنجازه 2,5 مليار درهم على مدى ثلاث سنوات، في قلب المنطقة التجارية الجديدة باب البحر، في الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق على امتداد قنطرة الحسن الثاني قبالة المارينا الجديدة، على مساحة 150 ألف متر مربع مغطاة. وكان الرهان أن يساهم المشروع توفير ألف منصب شغل قار، ويتميز باستعمال الطاقات البديلة التي أخذت بعين الاعتبار آخر التكنولوجيا في مجال حماية البيئة والمحافظة على الطاقة مع شراكات عالمية. وكان المشروع يستهدف ربط المركب بمحطة لإنتاج الطاقة الشمسية تقع على بعد ستة كيلومترات من هذا الأخير، وكذا بجميع مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير تجربة فريدة من نوعها للزوار، والانفتاح على العالم الافتراضي. اقرأ أيضا: مصدر: "غضبة ملكية" جمدت مشاريع بسلا وتناغمت مع تحفظات الجماعة من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع في تصريح لجريدة "العمق" أن وكالة تهيئة ضفتي "أبي رقراق" تتحمل كل مسؤولية فشل المشروع بسبب الاختصاصات الواسعة التي منحها إياه القانون، موضحا أن لها ما سماها ب"اليد الطولى" في ما يتعلق بتهيئة ضفتي "أبي رقراق". وأوضح المصدر ذاته أن الوكالة لها ثلاثة اختصاصات أولها اختصاص الشركة كمنعش عقاري، وثانيها اختصاص الجماعة الترابية من حيث التراخيص، وثالثها اختصاص الوكالة الحضرية من حيث التهيئة. وشرح المصدر نفسه اختلاف طريقة إحداث المشاريع بين الجماعات وبين هذه الوكالة بالقول "إذا أرادت جماعة معينة إقامة مشروع فإنها تحتاج إلى آراء جهات متعددة منها العمالة وغيرها، لكن الوكالة لها اختصاصات واسعة تجعلها في غنى عن كل الآراء". وكشف المصدر عينه أنه حتى الجماعة التي تمثل مصالح المواطنين لم تستشر ولم ترخص للمشروع الواقع في دائرة نفوذها الترابي، موضحا أن أبسط ما قامت به في هذا المجال هو نقل اعتراضات المواطنين إلى المجلس الإداري للوكالة حيث أبدت تحفظاتها.