وصف الداعية السلفي حماد القباج، منع بيع النقاب بالمغرب، بأنه "سلوكيات شاذة من بعض رجال السلطة المدفوعين من جهات نافذة، كرروا سيناريو مهزلة مسيرة الدارالبيضاء التي تورط فيها رجال سلطة". واعتبر رئيس مؤسسة ابن تاشفين للدراسات المعاصرة، أن منع بيع النقاب "موضوع أثير للتغطية على ما يعرفه مسار تشكيل الحكومة من تطورات مهمة". وأضاف في تدوينة له بحسابه على فيسبوك بالقول: "في مغرب الحريات وحقوق الإنسان، في مغرب يرى بعض مواطنيه أن ارتداء المايو الغربي في الشواطئ حق ينبغي عدم المساس به، لا يقبل أن تتدخل السلطة لمنع مواطنات من ارتداء النقاب المشرقي، فضلا عن التدخل لمنع بيعه كما يروج، فهذا يتنافى مع القانون وحقوق الإنسان". أما من الناحية الشرعية، يضيف القباج، فإن النقاب المغربي المشهور "القب واللثام" هو الأولى بالمغربيات الراغبات في أجر تغطية وجوههن، ولا حاجة لاستيراد نماذج أخرى من النقاب، حسب قوله. وتابع قوله: "كما أؤكد على خطأ ما يظنه بعض المغاربة، من كون تغطية المرأة لوجهها تشددا، بل هو فضيلة بدليل إجماع الفقهاء -ومنهم ساداتنا المالكية- أنه مشروع، والجمهور يقول مستحب وهو الراجح إن شاء الله، ومن الفقهاء الحنابلة من يقول واجب". وكانت جريدة "العمق"، قد علمت أن السلطات المغربية منعت إنتاج وبيع وتسويق بعض أنواع النقاب (البرقع) بعدد من المحلات التجارية، دون تقديم سبب واضح للقرار. وأوضح عدد من أصحاب المحلات التجارية المختصة في اللباس الإسلامي، أن قُياداً وأعوان سلطة تابعين لوزارة الداخلية بتطوان وطنجة ومرتيل وسلا ومكناس وتارودانت ومدن أخرى، طلبوا منهم وقف إنتاج وبيع أنواع من النقاب في محلاتهم. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وثائق رسمية موقعة من طرف بشاوات، يطلبون فيها من أصحاب محلات تجارية بالتخلص من كل ما لديهم من لباس البرقع خلال 48 ساعة، متوعدين بالحجز المباشر للباس بعد انصرام المهلة المذكورة. القرار الذي لم تصدر فيه وزارة الداخلية أي بلاغ بعد، أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ندد العشرات من النشطاء بمنع إنتاج وبيع وتسويق النقاب، معتبرين إياه مسا خطيرا بالحريات الشخصية التي نص عليها دستور المملكة. وكتبت إحدى الناشطاء على حسابها بالفيسبوك، أن القرار خلف صدمة لدى الفتيات والنساء اللواتي يستعملن النقاب. وكتب الداعية السلفي، الحسن الكتاني، على حسابه بموقع فيسبوك: "هل يتوجه المغرب لمنع النقاب الذي عرفه المسلمون لمدة خمسة عشر قرنا ؟ مصيبة هذه إن صح الخبر".